يتمسك المنتخب الإماراتي بالإرث التاريخي الطويل لمشاركاته سعيا وراء تحقيق المفاجأة ورفع اللقب الثالث له عندما يخوض غمار بطولة “خليجي 24” بدءا من الثلاثاء القادم على أرض الدوحة، معوّلا في ذلك على الطاقة الإيجابية للاعبيه الدوليين وخصوصا الثنائي علي مبخوت وعمر عبدالرحمن المكنى بـ”عموري”. ورغم أن المنتخب الإماراتي لم يحصد سوى لقبين اثنين فقط على مدار مشاركاته الطويلة في بطولة كأس الخليج، إلا أن الأبيض يحظى بتاريخ حافل في هذه البطولة الإقليمية. وتوج المنتخب الإماراتي بلقب البطولة مرتين فقط وذلك في نسختي 2007 عندما استضافت بلاده البطولة و2013 في البحرين. ومن المؤكد أنه لا يمكن اختزال إنجازات المنتخب الإماراتي في هذين اللقبين، حيث صعد الفريق إلى منصة التتويج أيضا باحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في العديد من نسخ البطولة. وقدم المنتخب الإماراتي على مدار تاريخ مشاركاته في البطولة العديد من اللاعبين المميزين بخلاف الأرقام الرائعة للفريق في سجل إحصائيات البطولة. ومن بين النجوم الإماراتيين الذين تركوا بصمتهم في تاريخ كأس الخليج، يبرز سالم خليفة وزهير بخيت وفهد خميس وإسماعيل مطر وأحمد خليل وعمر عبدالرحمن “عموري” وعلي مبخوت. وتقاسم سالم خليفة لقب هداف البطولة في نسخة 1982 مع ثلاثة لاعبين آخرين منهم الأسطورة السعودي ماجد عبدالله، حيث سجل كل منهم ثلاثة أهداف. ولم يكن سالم خليفة هو الإماراتي الوحيد الذي سجل اسمه في تاريخ الفائزين بلقب هداف البطولة، حيث تبعه فهد خميس في نسخة 1986 برصيد 6 أهداف، فيما اقتسم مواطنهما زهير بخيت لقب الهداف مع العراقي أحمد راضي في نسخة 1988. الإماراتيون يراهنون على المستوى الذي يمر به مبخوت، ويتوقعون أن ينعكس ذلك إيجابيا وخصوصا أمام قطر وتوج الإماراتي إسماعيل مطر بلقب الهداف في نسخة 2007 برصيد 5 أهداف لعبت دورا بارزا في تتويج الأبيض الإماراتي بأول لقب خليجي في تاريخه. ويراهن الإماراتيون على المستوى اللافت الذي يمر به علي مبخوت في المدة الأخيرة، ويتوقعون أن ينعكس ذلك إيجابيا فوق الميدان خلال المنافسات، خصوصا أمام المنتخب القطري الغريم التقليدي للأبيض الإماراتي. وقبل خمس سنوات فقط، توج مبخوت هدافا لخليجي 22 مسجلا 5 أهداف لفريقه، وبعدها بأسابيع قليلة فرض الإماراتي نفسه نجما لبطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا مسجلا خمسة أهداف. ومع إقامة البطولة الآسيوية الماضية في الإمارات مطلع العام الحالي سجل مبخوت 5 أهداف لفريقه أيضا، لكنه لم يقدم المتوقع منه ليخرج الأبيض من المربع الذهبي للبطولة التي استضافتها بلاده. وربما ساهم في هذا غياب شريكيه السابقين في تهديد دفاع المنافسين حيث غاب عمر عبدالرحمن بسبب الإصابة فيما شارك أحمد خليل كلاعب بديل في ظل الإصابات التي تعرض لها في الفترة الماضية. ومع وجود عموري وخليل إلى جانب مبخوت في قائمة الفريق بخليجي 24 والحرص الشديد من المنتخب الإماراتي على تقديم بطولة قوية، تبدو الفرصة سانحة أمام النجم الإماراتي لترك بصمة أقوى مع الفريق في بطولات الخليج التي اكتسب خبرة كبيرة بها. واللافت أن مبخوت قدم خلال الشهور القليلة الماضية ما يجعل جماهير الأبيض تعلق عليه آمالا عريضة في خليجي 24. ورغم البداية المهتزة للفريق في التصفيات المزدوجة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، إلا أن المنتخب الإماراتي يعتبر الأقوى هجوما في المجموعة حتى الآن حيث سجل 8 أهداف في 4 مباريات خاضها بالمجموعة حتى الآن، متساويا مع المنتخب الماليزي الذي سجل أهدافه في 5 مباريات. ويدين الأبيض بالفضل في ذلك إلى مبخوت الذي سجل ستة من هذه الأهداف الثمانية في البطولة. ومكنت هذه الحصيلة مبخوت من تصدر قائمة أفضل هدافي الأبيض على مدار التاريخ، حيث رفع رصيده إلى 55 هدفا بفارق هدفين فقط عن النجم الشهير السابق عدنان الطلياني الذي كان الهداف التاريخ للفريق حتى أكتوبر الماضي.
مشاركة :