اختتم معرض دبي للطيران فعالياته الجمعة بعد أسبوع حافل من الصفقات والأعمال، وكانت المنافسة في طريق واحد لصالح عملاق صناعة الطيران الأوروبية شركة إيرباص أمام منافستها الأميركية بوينغ. وبلغ إجمالي الصفقات في القطاعين التجاري والعسكري حوالي 54.5 مليار دولار، الأمر الذي يعكس المكانة الرائدة لهذا الحدث السنوي الدولي على مستوى العالم حيث استقطب مئة شركة جديدة. وقالت ميشيل فان أكيليجين، المديرة التنفيذية لشركة تارسوس أف آند أي المنظمة للمعرض “نعمل دائما على تقديم أداء يفوق مستوى المعرض السابق”. وأضافت “لقد استطعنا هذا العام تجاوز التوقعات من خلال حجم هائل من الأعمال والصفقات، إضافة إلى تقديم برنامج جذاب من المؤتمرات والمعروضات والاستعراضات الجوية”. وهيمنت إيرباص على فعاليات المعرض مع توقيعها عقودا ضخمة لبيع عشرات الطائرات لشركات في المنطقة وخارجها، بينما تصارع بوينغ لإنقاذ أسطولها من طائرات ماكس الممنوعة من التحليق. وشكلت صفقات إيرباص نصيب الأسد، حيث ناهزت سقف 30 مليار دولار، من بينها شركة طيران الإمارات المملوكة لحكومة دبي وكذلك شركة العربية للطيران منخفضة التكلفة. ووقعت طيران الإمارات صفقة مع إيرباص لشراء 50 طائرة من طراز أي 900 – 350 بقيمة 16 مليار دولار. كما اتفقت طيران الإمارات مع بوينغ، على استبدال 30 طائرة من طراز 777 اكس بقيمة تصل إلى تسعة مليارات دولار، بأخرى من طراز 787 دريملاينر، ضمن عقد ضخم يشمل 156 طائرة، من دون شراء أي طائرات إضافية. في المقابل، أبرمت العربية للطيران صفقة مع إيرباص بقيمة 14 مليار دولار لشراء 120 طائرة من طراز أي 320 بقيمة، في خطوة توسعية للمجموعة. وطلبت شركة فلاي ناس السعودية شراء عشر طائرات أي 320، بينما طلبت شركة إيزي جت، ثاني أكبر شركات الطيران منخفض التكلفة في أوروبا، شراء 12 طائرة إيرباص أي 320 نيو بقيمة 1.33 مليار دولار. أما الخطوط السنغالية فوقعت مذكّرة تفاهم مع إيرباص لشراء ثماني طائرات من طراز أي 220. كما أعلنت شركة جنرال إلكتريك الأميركية أنّها وقّعت مع إيرباص اتفاقية لشراء 12 طائرة أي 330 نيو الطويلة وأي 321 اكس.أل آر. وأكد عارضون ومشاركون في المعرض أن الحدث حقق نجاحا لافتا هذا العام وقد شاركت قرابة 1300 شركة ومؤسسة، و161 طائرة في ساحة عرض الطائرات بمطار آل مكتوم الدولي، فيما تعد نسخة هذا العام من المعرض الأكثر نشاطا حيث بلغ عدد الزوار التجاريين أكثر من 84 ألف زائر. كما نظمت ضمن فعالياته عدة مؤتمرات على درجة عالية من الأهمية لصناعة الطيران والفضاء حيث اجتذبت مجموعة المؤتمرات المتخصصة عددا كبيرا من العاملين والمهتمين بصناعة الطيران. ومن بين تلك الأحداث مؤتمر إدارة الحركة الجوية العالمية، الذي استمر يومين وناقش مستقبل التحكم في الحركة الجوية وأبرزت المناقشات أهمية ما يسمى بـ”الأبراج الافتراضية” في المستقبل. كما تم تنظيم مؤتمر قطاع الشحن كارغو كونيكت، الذي تناول صناعة الشحن الجوي مع التركيز على مشاركة البيانات عبر الحدود الجغرافية والتجارية. ولأول مرة في النسخة الحالية، كان هناك تركيز خاص على استكشاف الفضاء من خلال برنامج محدد من المؤتمرات وقد نظمت أعمال مؤتمر نساء في الفضاء بدعم من وكالة الإمارات للفضاء وتحدث خلاله خبراء من الأمم المتحدة وشركة بوينغ وغيرهم. Previous وتناول المؤتمر الدور الرئيسي الذي ستلعبه النساء المهندسات والباحثات ورائدات الفضاء في مستقبل صناعة الفضاء العالمي. وقالت كلودي هاينيري من وكالة الفضاء الأوروبية، التي قامت برحلتين فضائيتين كرائدة فضاء، “هنا يوجد جيل جديد يتمتع بروح شبابية جديدة، يبني شيئا جديدا دون مقاومة للتغيير”. ووصفت البرنامج بأنه حدث جديد كليا مشيدة بسجل الإمارات في التنويع والبحوث ضمن برامجها الفضائية. وتم تنظيم مؤتمر حوار تقني تناول التقدم التقني المطلوب للجيل القادم من استكشاف الفضاء، وتأثير ذلك التقدم على العالم عموما. وتنوعت المعروضات من دراجة هوفر المطورة الجديدة من شرطة دبي والتي تستطيع الطيران على مستوى منخفض للوصول إلى أماكن الحوادث والاستجابة السريعة للحالات الطارئة، وحلول الإخلاء الطبي، إلى بدلات الطيران الفضائي التجاري من شركة فيرجين جالاكتيك.
مشاركة :