لا يزال للحديث بقية، وحتى يوم 24 من شهر نوفمبر موعدنا مع نهائي دوري الأبطال الآسيوي، والهلال وضع القدم الأولى وننتظر أن يضع الثانية لتكتمل الفرحة الهلالية والسعودية والخليجية والعربية والرياضية، الأمر ليس نهاية كل شيء، بل بداية لكل شيء، فلو - لا سمح الله - لم يوفق الهلال فهي بداية رحلة جديدة للهلال ولبقية الأندية السعودية نحو اللقب الآسيوي والعالمية، وكذلك وبإذن الله لو فاز الهلال فهي بداية رحلة له ليحافظ على لقبه ويحقق ثنائية وبنفس الوقت بداية لكل ناد سعودي أن يحاول انتزاع اللقب من «الزعيم الأزرق». هكذا هي طموحاتنا كسعوديين وهذا ما نتمناه، أن يكون اللقب لأحد أنديتنا وأن يكون من ينافسه عليه مستقبلا كذلك أحد أنديتنا، وهذا يجعلني استغرب كثيرا بعض الأصوات السعودية التي تنادي بتمني عدم نيل الهلال اللقب بحجة أنهم يشجعون أندية منافسة، وأنهم لا يريدون للهلال التفوق عليهم، الأمر وبكل صراحة أعلنها وأقولها ليس له علاقة بالوطنية لا من قريب ولا من بعيد؛ فالهلال ليس المنتخب الوطني، وتشجيع الهلال أو أي فريق آخر إنما هي ميول رياضية لا أكثر، نعم من حق النصراوي والاتحادي أن يتمنى ألا يتأهل الهلال للعالمية، حتى تبقى حصريا عليهما، ولكن وإن كان من حقهم فليس كل حق منطق ولا كل حق مقبول، فهذا الحق في التمني كميول رياضي فقط، يتخالف ويتعارض مع توجهاتنا المنبثقة من رؤية المملكة 2030 والتي أهم ما فيها أن السعودية تصبح الرقم الأول في كل شيء إيجابي وكل بطولة وكل تنافس حر شريف. من الأفضل والأكثر منطقية أن يتمنى ويعمل النصراوي والاتحادي على تحقيق تميز جديد على الهلال بخلاف موضوع العالمية، كنيل لقب الدوري مواسم عديدة متوالية، أو تسجيل أعلى سجل مواجهات كروية من دون خسائر، أو إعادة مشهد المشاركة في المحفل العالمي الكروي كبطل لأبطال آسيا، أو يمكن للنصر أو الاتحاد أن يبدأ رحلة تميز جديدة في رياضة جديدة ككرة السلة أو اليد أو الطائرة، وأن يبدأ بالمشاركة الآسيوية، ولكن التقوقع والتمحور على بطولات تمت المشاركة فيها منذ عقود فالأمر لا يتعدى كونها عنصرية سلبية مكروهة، وإن كانت ليست حراما. والأمر ينطبق على الهلال كذلك في بحثه الدؤوب خلف لقب الآسيوية والعالمية من جديد، ولكن كبير آسيا ونادي القرن الآسيوي و»الزعيم الأزرق» لا بد أن يتوسع أفقيا، وها هو على أعتاب قمة التوسع الطولي، فماذا بعد بطل أبطال الدوري الآسيوي والمشاركة في العالمية سوى نيل لقب العالمية نفسها، ولكن لو كان هنالك فريق هلالي لكرة السلة ينافس على آسيا والعالم لكان الأمر أكثر قوة وأكثر تميزا، أندية أخرى غير الخمسة الكبار، تكلفة لاعب واحد أو عقد مدرب أو مدربين في نفس الموسم، كفيل بأن يجهز فريق كرة طائرة أو يد ينافس محليا وإقليميا وعالميا، هذه هي روح الرؤية وهذا هو العهد الجديد. مباراة الهلال المرتقبة، الكل متفائل وغالبية المحللين يرون الهلال أقرب ما يكون رغم أن فريقه ليس الأقوى من التشكيلات في النسخ السابقة، لكن ما يميز الهلال هذا الموسم أنه يعرف أن فريقه ليس الأقوى، وبالتالي فإن الحذر الهلالي سيفيد وينفع، ولطالما كنا نقول إن الهلال فريق كبير ولا يهزم الهلال إلا الهلال نفسه من ثقة مفرطة في النفس أو غرور أو استسهال المواجهات، لكن فريق الهلال يلعب النهائي وهو قلق، فهذا يعني أن هنالك فرصة قوية وقوية جداً بإذن الله.
مشاركة :