أناب صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء لافتتاح حوار المنامة 2019 الذي انطلقت أعماله مساء أمس. وأعرب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء عن سعادته لافتتاح هذا المؤتمر الأمني والدولي المهم نيابة عن صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والذي ينعقد في مملكة البحرين للمرة الخامسة عشرة بحضور عالي المستوى من وزراء وخبراء وأكاديميين وخبراء في السياسة والأمن ومن العسكريين؛ للبحث وتبادل الآراء والأفكار والرؤى فيما يجري حولنا والعالم من قضايا وأحداث مهمة تشكل في مجملها تحديات خطيرة تهدد أمن واستقرار الدول كافة وتعيق مسيرة تقدمها ونموها ومستقبل شعوبها. وأكد سموه أن الأمن هو أساس التنمية، وهو ما يسعى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الشأن للعمل على تعزيزه دولياً وإقليمياً بما يهيئ الأرضية الخصبة لاستمرار مسارات التنمية في دول العالم كافة، مشيرًا سموه إلى أن حوار المنامة أصبح أحد المؤتمرات المهمة التي تتناول القضايا والمواضيع المعنية بالأمن والسلم الدوليين، وهو ما أسهم في التغلب على العديد من التحديات وتعزيز الاستقرار في المنطقة وبالتالي مواصلة تحقيق أهداف التنمية المستدامة لدولها. وأشار سموه إلى أن مستوى المشاركة التي يحظى بها حوار المنامة من قبل العديد من الدول، يأتي تأكيدا على ما يحوزه هذا المنتدى الدفاعي والأمني من أهمية بالغة في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة عبر ما يطرحه من وجهات نظر ورؤى واهتمامه بالأمن كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة. وأكد سموه أن مملكة البحرين لن تألو جهداً في كل تحالف من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار إقليمياً ودوليا، وهو ما يتبين من خلال مبادرتها المتواصلة وانضمامها إلى كل التحالفات الهادفة إلى الدفاع عن الحق ومحاربة الإرهاب والتطرف، وهو ما يؤكد حرصها على المضي في هذا السبيل من أجل استمرار مسارات التنمية والاستقرار، ويأتي ضمن ذلك مشاركة مملكة البحرين في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وفي التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية، إلى جانب انضمامها إلى العمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة لتأمين الممرات الدولية للتجارة والطاقة وحرية الملاحة في المنطقة. وعبر سموه عن أمله في أن تسهم جلسات هذا الحوار في إنشاء قاعدة أمنية متطورة تسهم في حل النزاعات والحروب ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله، متمنيا للمشاركين كل التوفيق والنجاح، معبرًا عن شكره للدكتور جون جابمان المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومعاونيه لجهودهم في الإعداد لهذا اللقاء الأمني والسياسي وتهيئة سبل نجاحه. وقد ألقى الدكتور جون جابمان المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط (IISS) خلال الافتتاح كلمة استعرضت التحديات التي تمر بها المنطقة، وأهمية التعاون الدولي من أجل محاربة الإرهاب والتطرف عبر توحيد الجهود لمواجهة الفكر المتطرف وهو أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم وشعوبه. خلال الجلسة الافتتاحية المتلفزة لحوار المنامة 2019 وزير المالية: على دول العالم وقف الممارسات الإيرانية التي تهدد مصالحها الاقتصادية أكد الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني ان ما يهدد امن واستقرار دول المنطقة هو بالتبعية يهدد الاستقرار العالمي في التجارة والملاحة البحرية والأسواق النفطية، لافتا إلى ان اي دولة لها علاقة بدول المنطقة يجب أن تلعب دورا لوقف تلك الممارسات. جاء ذلك خلال مشاركة وزير المالية في الجلسة الافتتاحية المتلفزة – سكاي نيوز عربية- أمس ضمن فعاليات «حوار المنامة 2019» والتي جاءت بعنوان الجغرافيات الاقتصادية الجديدة في الشرق الأوسط. وأشار وزير المالية في رده على سؤال حول التهديدات الإيرانية للمنطقة ولممرات الملاحة البحرية، انه عندما تتعرض المنطقة لأعمال من بعض الدول، لا تتناسب مع الأعراف الدولية، وتؤثر على التجارة والامن في المنطقة وفي العالم ككل، يجب على كل الدول التي لها مصالح تجارية وتهتم بتأمين واستقرار الممرات البحرية ان تلعب دورها في وضع حد لتلك الممارسات التي لها أثر على المصالح التجارية والاقتصادية العالمية. وتابع قائلا: ان دول المنطقة لديها قيم توارثتها وتربت عليها وهي حسن الجوار مع الجميع، مضيفا ان هذا الامر له مردود إيجابي اجتماعي واقتصادي وأمني، وأن تلك العلاقات الجيدة تساعد على حماية مصالحنا ومصالح شعوبنا. وأوضح أن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول الاسيوية في توسع وتمدد بشكل مستمر في مختلف المجالات، مشيرًا إلى ان انضمام مملكة البحرين إلى معاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا مثال على نمو العلاقات المشتركة، لافتا إلى ان العلاقات التجارية بين الجانبين مهمة وتاريخية، ومبنية على صادرات نفطية من دول المنطقة مقابل واردات مصنعة من الدول الاسيوية، ولذلك فإن القطاع النفطي يمثل عاملا للتوازن الحقيقي في التجارة بين الخليج ودول اسيا. وأضاف وزير المالية انه إذا استثنينا القطاع النفطي في التجارة بين الجانبين، وركزنا على التجارة البينية نرى ان الصادرات غير النفطية للمنطقة تمثل اقل من 10% من الواردات للدول الآسيوية، في حين ان الدول الاسيوية تصدر عشرة اضعاف هذه النسبة من القطاعات غير النفطية للمنطقة. وأوضح وزير المالية ان هناك الكثير من الملفات الاقتصادية التي تعمل عليها دول المنطقة بهدف التوسع فيها وتنويع الاقتصاد، مثل القطاعات السياحية والمالية والصناعية وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، مبينا ان كل هذه القطاعات تستثمر فيها دول المنطقة وتنوع اقتصادها في تلك المجالات بهدف خلق فرص واعدة للمواطنين في دول المنطقة. وفيما يخص المعركة الاقتصادية الدائرة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتأثيرها على اقتصاد دول المنطقة قال وزير المالية انه عندما نرى توقعات نسب النمو الاقتصادي العالمي، نجد تأثيرا كبيرا على هذه النسب وذلك يعود إلى المخاوف على التجارة العالمية نتيجة ما نراه من التوترات التي تمت بين بعض الدول والذي يكون له تأثير على النمو الاقتصادي العالمي. وجدد وزير المالية تأكيده على ان خلق فرص العمل والنمو الاقتصادي هو الهدف الرئيسي لدول الخليج، مضيفا ان هذا النمو يعتمد على البناء على العلاقات التجارية الحالية وأيضا خلق علاقات مستقبلية، مشيرًا إلى ان حجم النمو الاقتصادي المقبلة عليه دول مجلس التعاون يؤهلها لفتح المزيد من العلاقات الاقتصادية مع شركاء اقتصاديين جدد من مختلف دول العالم. وفيما يخص التحديات الاقتصادية التي قد تؤثر على المزيد من التعاون الاقتصادي بين دول الخليج، أكد وزير المالية انها تحديات صغيرة ويمكن ان يتم ازالتها مع العمل الدؤوب مع الشركاء في دول المجلس، وهي تتعلق بحدود جمركية وإجراءات بينية، مضيفا ان إزالة تلك التحديات سيكون له مردود اقتصادي كبير، مشيرًا إلى انه يتم العمل على هذه الأمور الان مع المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة بهدف تسهيل هذه الإجراءات للتجارة البينية والاستثمار البيني والذي يلعب بشكل كبير على خلق فرص العمل والتنمية المستدامة. وأكد وزير المالية ان مملكة البحرين ودول مجلس التعاون يمتلكون أكثر الشباب موهبة على المستوى العالمي، وأن هؤلاء الشباب قادرون على العمل التعاوني والبناء، لافتا إلى ان هذا من أهم الإنجازات في المنطقة. من جانبه قال تاداشي مايدا محافظ بنك اليابان للتعاون الدولي ان التهديد النووي الإيراني هو تهديد كبير وأن اليابان انسحبت من السوق الإيراني بالرغم من انه سوق كبير، ولكنها ضحت بمصالحها الاقتصادية في إيران نظرًا إلى خطورة التهديدات النووية، قائلا انه بسبب الطموحات النووية للإيرانيين توقفنا عن التعاون معهم ونراقب ما يحدث فيما يتعلق بالاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية منه. ولفت إلى ان الحكومة اليابانية تهتم بشكل كبير جدا بسلامة الملاحة البحرية سواء في قناة السويس أو مضيق هرمز لأهميتهما، مرحبا بأي مشاركة في أي حلول للأمن الملاحي وتأمين حركة التجارة في المنطقة وأشار إلى ان اليابان لديها علاقات طويلة الأمد مع دول الخليج، عبر استيراد النفط الخام والكثير من المؤسسات المالية والجهات الحكومية، لافتا إلى ان اليابان تهدف إلى خفض المخاطر الاقتصادية ودعم الاستقرار في المنطقة عبر تنويع الاقتصاد والابتعاد عن الاقتصاد الذي يرتكز على النفط الخام. ولفت إلى ان اليابان لديها تعاون كبير مع دول المنطقة في مشروعات تحلية المياه وانتاج الكهرباء، مضيفا ان دول الخليج تتجه حاليا إلى الانتقال من استخدام النفط في نتاج الكهرباء إلى استخدام الطاقة الشمسية وأن اليابان تدعم هذا التوجه. وأوضح أن اليابان ترحب بالتعاون مع كل من السعودية والأردن وتقاسم التكنولوجيا معهما في مجال انتاج الطاقة النووية، وأن لديها تعانا مع الصين عبر مشاريع في دول بجنوب شرق اسيا، متوقعا مزيدا من التعاون بين دول الخليج مع اليابان والصين. بدوره قال البروفيسور لانشين شاينغ مدير مركز دراسات الحزام والطريق الصيني ان الصين لها علاقات في الشرق الأوسط لا تتعلق بالاقتصاد فقط بل ترتبط بالأثر الاقتصادي الجيوغرافي، مضيفا ان الصين دخلت مرحلة جديدة وعليها الربط بين الجيوسياسية والجيواقتصاد، وأن الترابط بين الصين ودول المنطقة ليس فقط من خلال الحزام والطريق واقامة سكك حديدية وطرق بل هي علاقة حوكمة شاملة، مضيفا ان الصين عملت على ما يسمى السلام التنموي وهو بديل لوجهة النظر الغربية المتمثلة في السلام الديمقراطي، مشيدا بما تشهده دول الخليج من تنوع في الاقتصاد حاليا، مضيفا ان البحرين مثلا لديها شراكة مهمة مع الصين، وأن الصين تهتم بإقامة مشاريع مع البحرين وترى ان سمعة البحرين رائعة. وفيما يخص موقف الصين من التدخلات الإيرانية وتهديدها لأمن واستقرار المنطقة قال الخبير الصيني ان مبدأ الصين هو عدم التدخل في شؤون الغير وأن هذه السياسة تراها الصين ناجحة فهي ليس لديها أي أعداء في المنطقة. وذكر ان الصين تقوم بدور مهم في المنطقة وهو الوساطة الدبلوماسية بين الاطراف في تلك المرحلة الحاسمة، مضيفا انه ما من سبب يجعل الصين تتخلى عن السوق الإيراني، وأن الاستثمارات الصينية في إيران متعددة الابعاد وإيران سوق مهم للغاية بالنسبة إليهم. من جانبها قالت علياء مبيض مدير عام مصرف جيفريز الاستثماري بلبنان: ان العلاقة بين دول الخليج ودول آسيا لها مجموعة من المحفزات الأساسية ولا سيما في العلاقات المشتركة المستقبلية، مضيفة ان هناك علاقة قائمة تتمثل في العلاقات التجارية بين الجانبين عبر الامن والطاقة وأن هذا الامر سيستمر ويبقى أساسيا في مستقبل العلاقة. وهناك محفزات أخرى تتمثل في التحول الاقتصادي الذي يحدث في دول الخليج، حيث أصبحوا ينوعون في الاقتصاد بدلا من الاعتماد على النفط، وأيضا الصين ترتكز على نمو الخدمات والاستهلاك وبالتالي نشهد حاليا كيف ان الصين توفر المزيد من الخدمات والبنية التحتية والخدمات المالية أكثر مما كانت عليه في السابق لدول الخليج، كما انه بسبب التحول الاقتصادي أصبح هناك طلب من دول الخليج أكثر على التكنولوجيا من دول اسيا.
مشاركة :