أشاد عدد من الشباب المشاركين في برنامج القادة الشباب على هامش مؤتمر «حوار المنامة» بإقامة هذا البرنامج المكثف الذي يهدف إلى التعرف على رؤى الشباب حول التحديات والملفات التي تشغل المنطقة. وقال محمد العربي باحث أول في مركز الدراسات الاستراتيجية في مكتبة الاسكندرية، إن جلسات برنامج القادة الاقليميين للشباب كانت في غاية الأهمية، وخاصة أنها المرة الأولي التي تعقد جلسة خاصة بالشباب ضمن فعاليات الحوار، مشيرا الى أنها كانت مكثفة وغنية بالملفات، وطرح خلالها الشباب المشارك العديد من الأفكار والأسئلة الذكية. وأشار إلى أن الجلسة شهدت مداخلات من عدة جهات سواء العربية او الاوربية او الاسيوية، وتم المرور على العديد من الملفات والأزمات سواء الازمة اليمنية او القضية الفلسطينية او ملف أمن الملاحة البحرية والتدخلات الايرانية، مضيفا انه يمكن الجزم بأن الجلسة شهدت طرحا مختلفا ومتنوعا من جانب المشاركين، وان أهمية الجلسة الشبابية تكمن في حدوث الاشتباك الفكري بين الشباب المختلف الجنسية والمسؤولين المشاركين في المؤتمر. وقال العربي: «اعتقد أن ما يميز حوار المنامة في دورته الـ15 هو جلسة القادة الشباب، وخاصة أن أزمات المنطقة الحالية لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تحل برؤى واحدة فقط، ولكن حان الوقت لمشاركة شبابية عربية ولو على سبيل مشاركة الرأي والحوار، وخاصة أن ازمات المنطقة اصبحت تتخطى الحدود الاقليمية والدولية وأصبحت ازمات متداخلة يعاني منها أغلب الدول العربية، وبالتالي أصبح من الضروري خلال عملية البحث عن حلول لها النظر للأفكار الشبابية والاستماع لرؤياهم. وأكد أن ما لمسه من خلال مشاركته هو التأكيد من المسؤولين على أن الشباب هم مستقبل المنطقة وأن مشاركته في الفعاليات السياسية الدولية تهدف في المقام الأول غرسه بعمق في الملفات الشائكة التي تحيط بالمنطقة كي يكون قادرا على المواجهة المستقبلية ولديه القدرة على قراءة الأحداث. ومن جانبه أكد د. عادل العدوى استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية في القاهرة، أن جلسات القادة الشباب تجربة جديدة غنية بالموضوعات والملفات الحيوية التي تشهدها المنطقة، ولعل أهم ما يميز هذه الدورة من حوار المنامة أنها أولت الاهتمام بالجانب الشبابي كتجربة أولى نتمنى استمرارها في الدورات القادمة، موضحا أن المنطقة العربية توزيعها السكاني أصبح يغلب عليه الطابع الشبابي ومشاركتهم وطرح رؤياهم مفيدة جدا وتثري من مناقشات الحوار، وخاصة في ظل الاندماج الفكري بين مسؤولي الدفاع وأصحاب القرار السياسي بالعديد من الدول من جهة وبين الأفكار الشبابية من جهة أخرى. وأضاف دائما ما يطرح القادة في أحاديثهم أن الشباب هو المستقبل، ولكن من الجيد ان تتم ترجمة هذه الطرح على أرض الواقع وأن تكون المشاركة الشبابية حاضرة وبقوة في مثل تلك الفعاليات التي يحضرها قادة ومسؤولون من اغلب دول العالم، مضيفا أن الجانب الشبابي دائما ما يكون لديه رؤية خاصة او حماس تجاه بعض الازمات، فتبقي تلك اللقاءات المشتركة هي السبيل لثقل الرؤية الشبابية وفى نفس الوقت الاستماع لأفكارهم، وأشار الى ان الجلسات شهدت اغلب محاورها الحديث عن مستقبلها، وخاصة في ظل أزمات عربية وخلافات اقليمية، وكانت فرصة للشباب المشارك طرح رؤية جديدة تجاه تلك الأزمات. وأكد أن الشباب المشارك عبر عن قلقه على الوضع الحالي للمنطقة والصراعات التي تدور، وفى نفس الوقت لمس الشباب النية الجادة لدى المسؤولين بالبحث عن حلول لتلك الصراعات ولكن بمشاركة شبابية، ولعل ذلك يكون إدراكا بأن تلك الأزمات قد تستغرق المزيد من الوقت لإيجاد مفاتيح حلها، وبناء على ذلك جاءت فكرة الاستماع للرؤية الشبابية كجزء من تصور الحل المستقبلي وسبيل لبناء جسور بين قادة شباب المنطقة عن طريق حوار المنامة الذي وضع نفسه كمنصة رئيسية للشباب لطرح أفكارهم ورؤياهم.
مشاركة :