لفتت «سجادة السلام» ضمن فعاليات «فن أبوظبي» المستمر في منارة السعديات حتى مساء اليوم السبت، اهتمام جمهور المعرض من ذواقة الإبداعات اليدوية الأصيلة التي لا تخلو من رسائل إنسانية سامية. والسجادة المعروضة في جناح «مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد آل نهيان» الداعم لنساء الريف الأفغانيات، عملت على حياكتها من الصوف الخالص 25 امرأة، واستغرقت 7 أشهر من العمل المتواصل، وذلك بالتزامن مع عام التسامح، وتعزيزاً لحوار الحضارات والانفتاح على الآخر مما تدعو إليه دولة الإمارات، قيادة وشعباً. وتضمنت السجادة الأشبه بجدارية ناطقة (عرضها متران وطولها 3 أمتار) عبارات من إعلان أبوظبي الذي تم توقيعه بين البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، خلال زيارتهما إلى أبوظبي فبراير الفائت، وجاء فيها: «إن الحوار بين المؤمنين يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والاجتماعية المشتركة واستثمار ذلك في نشر الأخلاق والفصائل العليا التي تدعو إليها الأديان». قطعة فنية وتحدث مايواند جبارخيل، المدير التنفيذي لـ «مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد»، عن الفكرة من وراء السجادة التي تم نسجها يدوياً لتشكل قطعة فنية متفردة لا يمكن تكرارها. وأشار إلى أن ما يميز حياكة السجاد الصوفي على أيدي نساء وفتيات الريف الأفغاني، انتماؤه إلى مدارس الفن الحديث. إذ وبالرغم من مساحة العمل الذي تتطلبه من تصميم وتنسيق وتنفيذ، فهي تجذب الأنظار وتخاطب مختلف الأذواق، لاسيما أنها تتضمن في تقطيعاتها عدة أشكال تجريدية متناغمة ومتضادة في آن. وأورد أن «مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد» أقرب إلى المبادرة الإنسانية لتشجيع استمرارية إنتاج السجاد في أفغانستان بعدما تراجع في السنوات الفائتة، والهدف من ذلك توفير فرص العمل في المناطق النائية التي تحتاج إلى تطوير هذه الصناعة التقليدية من دون تكبد مشقة التنقل. مهارات وذكرت شذا عليان، مسؤولة جناح «مشروع فاطمة بنت محمد بن زايد» في معرض فن أبوظبي، أن «سجادة السلام» انطلقت فكرتها لتحل مكان سجادة الحرب الأفغانية ذائعة الصيت، بحيث نشأ هذا نتيجة لعقود من النزاع العسكري في البلاد، وبدأ حينها ناسجو السجاد بتجسيد صور الحرب في تصاميمهم، ومنها الأسلحة والدبابات والجنود. وأوضحت أن «سجادة السلام» تسعى لاتخاذ المهارات التقليدية ومواجهة تسلل الحرب إلى هذا الفن الذي يتم إخراجه إلى العلن من دون تصميم مسبق، ما يستدعي تشجيع هذه الفئات العاملة إلى الاستمرار في نسج رؤية السلام. وتتضمن «سجادة السلام» في تصميماتها رسومات لميزان العدالة وقطعان الماشية، ما يدل على العمل في بيئة حرة على خلاف ما كان سائداً أيام الحرب. والدليل أن الألوان جاءت خالية من الأصباغ الكيميائية ومصنوعة 100% من الصوف الأفغاني المستخرج بأساليب قانونية ومستدامة. وكان مشروع «فاطمة بنت محمد بن زايد» تأسس عام 2010 ويوفر أكثر من 3 آلاف وظيفة في مجال إنتاج السجاد اليدوي في أفغانستان، وساعد في تحسين مستوى المعيشة في الريف الأفغاني, بحيث يبلغ عدد العاملين في المشروع أكثر من 4 آلاف عامل, 70% منهم من النساء من مختلف التخصصات، كما أن المبادرة ساهمت أيضاً في تطوير صناعة السجاد اليدوي الذي يشكل حالياً نحو 20% من الناتج المحلي في أفغانستان.
مشاركة :