أنفق ريـال مدريد الإسباني بطل مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مئات الملايين من الدولارات لضم البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بيل والكولومبي خاميس رودريغيز والألماني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والفرنسي كريم بنزيمه، لكنه لم يتوقع يوما أن يقصى من نصف نهائي البطولة الأحب على قلبه بقدمي لاعب نشأ في أكاديميته وتخلى عنه قبل أشهر إلى يوفنتوس الإيطالي. كان ريـال مدريد بحاجة إلى الحفاظ على تقدمه بركلة جزاء البرتغالي رونالدو في إياب نصف النهائي، لكن الشاب ألفارو موراتا خرج مجددا من قمقمه وسجل هدف تعادل أوصل يوفنتوس إلى النهائي الأول له منذ 2003. هدف بيسراه فجر مرمى الحارس ايكر كاسياس جاء بعد تسجيله أحد هدفي الفوز ذهابا (2-1) في تورينو، ولم يحتفل بهما الشاب الخجول احتراما لمشاعر الفريق الذي ترعرع في صفوفه قبل أن يتخلى عنه الملكيون الصيف الماضي مقابل 16 مليون دولار فقط لفريق «السيدة العجوز». وتجنب موراتا الاحتفال بالهدفين الأغلى له في مسيرته، رغم أنه أصبح اللاعب التاريخي ليوفنتوس، ولكنه في الوقت نفسه عاش مفارقة عجيبة كلاعب عاد لبيته ليتحول إلى «جلاد». وقال لاعب ريـال مدريد السابق: «لقد كان شعورا غريبا للغاية وخاصة قبل المباراة وفي الدقائق الأولى ولكن بعد ذلك أصبحت أكثر تركيزا لأننا كنا نلعب للوصول إلى النهائي». وانتفضت جماهير يوفنتوس ولاعبوه الاحتياطيون وجهازه الفني يعلنون عن فرحتهم بهدف التعادل، إلا أن موراتا لم يبد أي حركة تدلل على فرحته، حيث بدا كما لو كان أحد أفراد الـ80 ألف مشجع الذين أطبقوا الصمت في ذهول في ملعب سانتياغو بيرنابيو. وقال موراتا قبل مباراة الذهاب في تورينو: «إذا سجلت هدفا لن أحتفل»، وهو الأمر الذي التزم به اللاعب حرفيا في مباراتي الذهاب والعودة. وشارك موراتا للمرة الأولى مع ريـال مدريد في الدوري المحلي الممتاز عام 2010 بعد أن صعد من صفوف الفريق الرديف، لكنه لم ينجح في حجز مكان أساسي له في هجوم ريـال مدريد والذي كان يعج بالكثير من النجوم، سواء في فترة تولي البرتغالي جوزيه مورينهو أو الإيطالي كارلو أنشيلوتي مقاليد الإدارة الفنية في النادي المدريدي. وقرر اللاعب الشاب حزم حقائبه هذا الموسم والانضمام لصفوف يوفنتوس الذي أحكم قبضته على الدوري الإيطالي لسنوات، حيث واجه هناك تحديا جديدا أمام مواطنه فيرناندو ليورينتي الذي يتمتع بخبرة أكبر. ونجح موراتا في تطوير قدراته الفنية في الأشهر الأخيرة ليكتسب ثقة مدربه أليغري، كما حاز الفرصة للعب للمنتخب الإسباني بديلا لدييغو كوستا في مركز رأس الحربة وكان عند حسن الظن. وخرج موراتا في الدقيقة 84 من المباراة لينال إشادة وتصفيق الجماهير. وبعث اللاعب الدولي الشاب، من خلال أدائه في المباراة، برسالة مزدوجة للمدير الفني للمنتخب الإسباني فيسينتي دل بوسكي ولناديه القديم الذي قد يفكر في شرائه مرة أخرى مقابل 30 مليون يورو.
مشاركة :