قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي سلطت العديد من الصحف العربية الصادرة الجمعة الضوء على القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب ديفيد. وتسعى واشنطن عبر هذه القمة إلى تطمين الزعماء الخليجيين بشأن مواصلة دعمها لهم، على الرغم من بواعث القلق لديهم بشأن الجهود الأمريكية للتوصل إلى إتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. أوباما يطمئن الخليج تقول الشرق القطرية: أوباما يطلب دعم زعماء دول الخليج، وعلى المنوال ذاته، تقول النهار اللبنانية: أوباما يبحث في كامب ديفيد عن الثقة الخليجية. كما تقول الأخبار اللبنانية: أوباما يحتوي غضب الخليج. هذا وحملت الدستور الأردنية عنواناً يقول: أوباما يطمئن دول الخليج بشأن إيران والأمن. وعلى النقيض تماماً، تقول اليوم السابع المصرية في عنوانٍ على صدر صفحتها الأولى: أوباما يفشل في طمأنة دول الخليج حول النفوذ الإيراني، وحلفاء واشنطن يريدون نتائج محددة لقمة كامب ديفيد. مطالبة بـ برنامج نووي كما أفردت الكثير من الصحف عناوينها الرئيسية للحديث عن الجوانب العسكرية للقمة. تقول الأنوار اللبنانية: قمة كامب ديفيد: دعم دول الخليج بمنظومة صاروخية أمريكية. أما الرأي الكويتية فتقول: مطالبة خليجية في كامب ديفيد ببرنامج نووي شبيه بالإيراني، أوباما فوجئ بالأمر وتلعثم فطلب من وزير الطاقة شرح الشؤون التقنية التي أدرجت في التفاهم مع طهران. واشنطن ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين، وتتعهد ببناء قدرات صاروخية في المنطقة، عنوانٌ آخر حملته الجزيرة السعودية. وفي عنوانٍ مشابه، تقول البيان الإماراتية: التزام أمريكي بالدفاع عسكرياً عن دول التعاون. كما تقول الرياض السعودية: البيت الأبيض: سنقف مع أي دولة بالخليج لمنع أي تهديد خارجي. وتقول الرأي الأردنية: واشنطن منفتحة على منح الخليج وضع حليف رئيسي خارج الأطلسي. لعنة كامب ديفيد وعبر بعض الكُتاب عن عدم تفاؤلهم بالنتائج المتوقعة لقمة كامب ديفيد. فتحت عنوان لعنة كامب ديفيد، كتب عيسى الشعيبي في جريدة الغد الأردنية ليؤكد أن هناك حالة من عدم الثقة في أوباما، الذي وصفه بأنه متردد ومفتقر إلى حس الزعامة العالمية. لذلك، لم يكن مفاجئاً أن تتعالى الأصوات من داخل أوساط مثقفي دول الخليج، ومن المحيط العربي، داعية إلى الحذر مما يبيته باراك أوباما... كما لم يكن مفاجئاً أيضاً أن يمتنع معظم المدعوين عن الحضور في آخر لحظة، في إشارة واضحة على الامتعاض، إن لم نقل انعدام الثقة، يضيف الشعيبي. كما كتب عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية ليقول: مقدماً، رسمت واشنطن سقفاً خفيضاً للنتائج المتوقعة لقمة كامب ديفيد الأمريكية – الخليجية... مستشاروه أوضحوا بصورة لا لبس فيها أن لا معاهدة دفاعية ولا اتفاقات أمنية مكتوبة، واشنطن ماضية في مفاوضاتها مع إيران وصولاً للاتفاق النووي، شاء حلفاء واشنطن أم أبوا. وعلى المنوال ذاته، كتب عبدالله الوصالي في اليوم السعودية ليؤكد أن كل ما ستسفر عنه القمة هو التأكيد على التزام أمريكا بحماية حلفائها وهي جملة فضفاضة غير دقيقة. لكن السؤال هل تستطيع دول الخليج الخروج بشيء غير صفقات السلاح من جعبة الرئيس الأمريكي؟ أم أن اختلاف الأولويات ستؤثر على النتائج الحقيقية للمحادثات؟ انخفاض التمثيل الخليجي وفي مقال له في البيان الإماراتية، يعزو حمد العامر انخفاض التمثيل الخليجي في القمة لعدة أسباب: أولاً: التوقّع بأن نتائج القمة الخليجية الأمريكية لن تكون على مستوى الطموحات والتطلّعات الخليجية... ثانياً: شعور دول المجلس أن الاتفاق النووي قد تم ترتيبه لحماية أمن إسرائيل أولاً، وتعزيز دفاعاتها وقوتها العسكرية... ثالثاً: عدم حدوث تقدم في تضييق الخلافات بين الجانبين الخليجي والأمريكي في القضايا المصيرية المتعلقة بإيران، والموقف من سوريا، خاصة مع إصرار الجانب الأمريكي على عدم ربط الاتفاق النووي مع القضايا الإقليمية بالمنطقة. أما افتتاحية الوطن القطرية، فشددت على أنه في حال عدم ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، ستدخل هذه المنطقة من العالم في نوع من السباق النووي، وبالطبع ليس بتوازن الرعب يمكن إحلال السلام في أي منطقة في العالم ويمكن استدامته. دول الخليج العربية مع النووي السلمي، سواء كان هذا النووي أيرانياً أو خليجياً عربياً، غير أنها كما ظلت تؤكد في كل المحافل على خطورة أن تتحول البرامج النووية السلمية إلى برامج رعب وبرامج من أجل الهيمنة والتوسع والاستعلاء وتحقيق طموحات للتمدد وبسط النفوذ، تضيف الافتتاحية.
مشاركة :