أضاء مشاركون في الدورة الثانية من مسيرة «لنحيا» الرياضية العالمية، الآلاف من فوانيس الأمل، وغرسوا شتلات أشجار الغاف، خلال المسيرة التي نظمتها جمعية أصدقاء مرضى السرطان، في الجامعة الأميركية بالشارقة، بهدف دعم مرضى السرطان معنوياً ومادياً. وتوهّج مضمار الجري الخاص بالجامعة، خلال المسيرة التي شارك فيها نحو 3000 شخص، و200 متطوع من مختلف الجنسيات، بآلاف الأضواء التي ضمّتها أكياس ورقية كُتب على كلّ واحد عبارة تجسّد ملمحاً، أو تصف لحظة، من حياة ناجٍ أو راحل، من الناجين أنفسهم أو من أصدقاء وذوي الغائبين، في تحية احتشد حولها كثيرون. وغرس المشاركون آلاف شتلات شجرة الغاف، لتكون بمثابة زرع العزيمة في نفوس الجميع للتغلّب على المرض، ودعوة تحمل أسمى معاني الأمل من خلال هذه النبتة التي تتخذ منها الإمارات رمزاً للتسامح، لما تمثّله من قوة تحمل، كونها تعيش في البيئة الصحراوية. تجربة صعبة خلال مشاركته في المسيرة التي انطلقت أول من أمس، وتواصلت لـ24 ساعة، قال تيم مارش، أحد مقدمي الرعاية، الذي شخصت إصابة زوجته بالسرطان قبل ست سنوات: «هذا المرض لا يميز أحداً، لقد دخل غرفتنا المعيشية في عام 2013، وخضنا تجربة استثنائية صعبة، وانتصرنا عليه بالعزيمة والأمل، الذي بحثنا عنه ووجدناه، فالأمل لا يأتي، بل يجب العثور عليه، والإيمان به، فهو أهم سلاح يمتلكه الإنسان في الحياة». وأضاف: «هذه المسيرة واحدة من أهم المظاهر التي تعبّر عن اللحمة المجتمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والدور الذي تلعبه جمعية أصدقاء مرضى السرطان في هذا المجال كبير ويثمّن، وها أنا من جديد هنا في الشارقة بين آلاف أضاؤوا الطريق، وغرسوا بذور الأمل، التي ستوصل الجميع إلى مستقبل سيكون السرطان مجرد ذكرى وفكرة، نتعلم منها جميعاً الكفاح الجميل والنبيل». رحلة شابة من جانبها، قالت الشابة الإماراتية الناجية من مرض سرطان الدم، حنان سالم: «لم يكن السرطان بالنسبة لي يوماً إلا مرضاً عابراً، مثل سائر الأمور الأخرى التي ترافقت معه، لقد وجدت الدعم من أهلي الذين هم مثل أي أهل، عندما يعلمون عن إصابة ابنهم بهذا المرض، شعروا بالكثير من القلق حياله، لكنهم تسلحوا بالأمل والعزيمة والإصرار، وزرعوها بداخلي، وبدأت بهذه الرحلة». وأضافت: «اكتشف المرض في عام 1991 وفي عام 2002 شفيت منه – ولله الحمد- وطوال هذه الفترة وأنا أتعلم الكثير من الدروس، لقد رأيت نظرة العديد من أفراد المجتمع السلبية، وتجاوزتها ولم أكترث لها، ويمكنني القول إنه وبفضل الله تعالى تماثلت للشفاء، والعامل الأهم هو ما وجدته من دعم من الأشخاص المحيطين بي». وتابعت حنان: «لقد لمست اهتمام الناس من حولي، الذين قدموا لي شتى أصناف الرعاية والدعم، وفتحت جمعية أصدقاء مرضى السرطان الباب أمامي لأن اختبر قوة الأمل واتخذه سلاحاً، وعرفتني بأشخاص ساندوني في مسيرتهم نحو كفاح المرض، وهذه المسيرة تجسّد الكثير من معاني الأمل والكفاح، لقد تعلمت خلال تلك الرحلة الصعبة أشياء كثيرة وثمينة ومهمة، وها أنا أستفيد منها في كلّ يوم بحياتي». كرنفال إنساني جسّد المشاركون في مسيرة «لنحيا» مشهداً إنسانياً متكاملاً، وضمت المسيرة باقة من الفعاليات التي تسعى إلى تعزيز الوعي بمرض السرطان، وتفعّل من الدور المجتمعي لجميع المشاركين، وتدعوهم إلى ضرورة الاهتمام بالصحة الجسدية والبدنية، ومشاركة الآخرين في كلّ ما يخدم الإنسان ويرتقي بحياته. ولم تخل المسيرة من المظاهر الفنية والموسيقى، إذ نظمت عبر مسرحها الذي توسط المساحة المخصصة للحدث باقة من الأنشطة الفنية، التي راوحت بين «الدي جي» والغناء الحيّ الذي كشف عن مواهب عدة، إلى جانب الفعاليات الكوميدية التي قدمها مشاركون أظهروا قدرات في هذا النوع المميز من الفنون. وخصصت المسيرة للمشاركين منصات بيع خاصة، تشتمل على منتجات مصنّعة محلياً من المتطوعين والمشاركين أنفسهم، يرصدون ريعها لدعم الجمعية في مسيرتها بمعالجة المرضى، ليتحول الحدث إلى كرنفال إنساني كبير. • 3000 شخص، و200 متطوع من مختلف الجنسيات، استقطبتهم المسيرة في دورتها الثانية.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :