أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد آل خليفة أهمية الدور الذي تلعبه كلٌّ من مصر والاردن في حفظ واستقرار المنطقة، واصفاً هاتين الدولتين بـ«حجر الزاوية لضمان استقرار الشرق الاوسط». وقال وزير الخارجية في كلمته خلال الجلسة الاولى التي عقدت تحت عنوان «المنافسة والتعاون الدوليان» خلال القمة الامنية الاقليمية الخامسة عشر «حوار المنامة 2019» صباح أمس الى الأهمية الاستراتيجية التي تحتلها المنطقة، معتبراً أن القوى العظمى جزءٌ لا يتجزأ من أمن واستقرار المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة التي وصفها بـ «الشريك الاستراتيجي». واعتبر وزير الخارجية الشيخ خالد بن احمد ال خليفة أن ايران لازالت تمثل خطرًا كبيرًا على أمن واستقرار المنطقة، لا سيما عبر دعمها لميلشيات ارهابية، مشدداً على الدور البحريني في حماية امن الملاحة واستقرارها والتزامها بأمن المنطقة. وقال «هناك دول تفضل العدائية وعدم احترام جيرانها على ان تتعاون وتعمل من اجل الاستقرار، إن إيران مازالت تمثل خطرًا رئيسيًا على أمن المنطقة واستقرارها بمواصلتها دعم الإرهاب والميليشيات الإرهابية كحزب الله وغيرها، وسياساتها التوسعية وانتهاكاتها للقانون الدولي والهجوم على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، والسفن التجارية في خليج عمان وتهديد سلامة الملاحة، ومحاولة عرقلة المساعي التي تبذلها دولنا لصالح دول المنطقة وشعوبها».وأضاف «خير مثال على تدخل ايران بدول المنطقة هو العراق التي تعيق ايران تنميته، فإيران لا تهتم لشباب العراق ولا تنمية العراق ونهوض اقتصاده، بل تهتم لفرض هيمنتها على هذا البلد، كذلك الامر في لبنان من اجل توسيع سيطرتها دون ان تأبه لمستقبل لبنان واللبنانيين». وحول الدعم الايراني للحوثيين، قال الوزير «لازالت ايران تدعم الحوثيين، وهي تغذي النزاع في اليمن وتردع اي حل سياسي هناك». وتابع «لقد عانت البحرين من التدخلات الايرانية، وكأن ايران لا تستطيع ان ترى البحرين مستقرة، ولا زالت اليوم تهدد الملاحة في المنطقة، نحتاج خطة واضحة تمنع ايران من الوصول الى الاسلحة النووية، والصواريخ وردع خططها التوسعية في المنطقة، نحن في المنطقة لا نتدخل في شؤون ايران ونكن الاحترام لشعب ايران، ولا تستطيع ايران ان تحل مشاكلها مع المجتمع الدولي وهي تتجاهل علاقاتها مع جوارها العربي، ما نحتاجه هو بناء ثقة في ظل غياب هذه الثقة. في الماضي كان الكثير من الامثلة التي وصلتنا الى علاقة جيدة في عهد الشاه لاسيما انه استمع حينها الى نصائح الملك الحسين بن طلال والملك فيصل واستطعنا حينها بناء علاقة جيدة مع الخليج». وحول القضية الفلسطينية، أكد الوزير أهمية وجود موقف دولي يردع التوسع الاستيطاني لاسرائيل، ودفع اسرائيل لاحترام القوانين الدولية، مؤكدًا استمرار البحرين في دعم جهود السلام في المنطقة، وأهمية حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة، مشددا على أهمية أن يأخذ أي طرف يريد السلام على أن يصل لسلام يرضي جميع الاطراف وليس الاعتبارات الامنية التي تبقي الوضع كما هو عليه. من جانبها، أعلنت وزير الدفاع الفرنسية فلورنس بيلي إطلاق حملة مراقبة للملاحة البحرية في المنطقة بشكل منفصل عن الولايات المتحدة، لافتة الى رغبة العديد من الدول الاوروبية للمشاركة فيها. وقالت الوزيرة «الشرق الاوسط يشكل امبراطورية العلوم، وما من مكان اخر يمكن ان يتعلم منه المرء كما هو الحال بالنسبة للشرق الاوسط، لقد شهد هذا العقد فك التعاقد مع الولايات المتحدة، حيث باتت المنطقة معتادة على المد والجزر مع الامريكيين، فهناك الكثير من العناصر التي لم تعد مرتبطة بمن ينتخب في البيت الابيض، بل باتت هناك اطراف مؤثرة في عدة مناطق». وقالت الوزيرة: «ايقاف السفن في المنطقة مر دون عقاب، وكذلك تفجير منشأت وهذا ادى لمزيد من التمادي، كذلك الامر بالنسبة للنظام السوري الذي تمادى باستخدام الاسلحة الكيماوية، اما المنظمات الدولية فهي منقسمة وذلك بسبب الربيع العربي». واعتبرت الوزيرة أن «هذا العمل متجذر من الصداقة والعلاقة الطيبة مع دول المنطقة، ويتبع عدة مبادئ، ابرزها دعم الاصدقاء ولن نتخلى عنهم». وقالت الوزيرة «سوف اتوجه الى الامارات، حيث لدينا اتفاقية دفاعية ونعمل على تعزيزها، ولن نتخلى عن حلفائنا، لقد زودنا السعودية بأجهزة رادار متقدمة وسوف نقف بجانب السعودية دوما، كما اننا متمسكون بدورنا للقضاء على (داعش)». وحول ايران، قالت الوزيرة «سنبقى أصدقاء الجميع، وسوف نستمر بالحوار مع الجانب الايراني، وسنعمل على عدم التصعيد في المنطقة»., وحول الازمة مع قطر، قالت الوزيرة «إن النزاعات الظرفية في المنطقة لن تغيرمن واقع ان الجميع هم اصدقاؤنا». من جانبه، أكد وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي أهمية وجود حوار منفتح، مثنياً على البحرين التي توفر هذا الحوار من خلال «حوار المنامة», وقال الصفدي إن «بلاده عانت الكثير بسبب القضية الفلسطينية والازمة السورية، لافتًا الى «أن الاردن لا زالت تواصل جهودها من أجل حل هذه القضايا، لاسيما ان القضية الفلسطينية باتت شبه ميتة في ظل التدابير الموجودة على الارض»., واعتبر الصفدي أنه «لا يمكن أن يكون هناك استقرار في المنطقة دون الوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية». وقال الصفدي «لا نستطيع ان نعيش بأمان في ظل وجود احتلال في المنطقة، والوصول الى السلام يعني حل القضية الفلسطينية».
مشاركة :