أثارت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، الجدل عبر تقييمها سلباً تبعات تراجع الدور الأمريكي «التدريجي والمتعمّد» في الشرق الأوسط، وتراخيها تجاه إيران، الأمر الذي رفضه قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، وأكد أن هناك نحو 500 جندي أمريكي في شرق سوريا سيستأنفون العمليات ضد تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما وافق رأي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي أشاد بالتزام واشنطن بأمن المنطقة باعتبار أن أمريكا هي «القوة العظمى الوحيدة على وجه الأرض». وأعربت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورانس بارلي عن قلقها من تبعات ما اعتبرته تراجعاً «تدريجياً ومتعمداً» للدور الأميركي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنّ تجنّب الرد على اعتداءات في الخليج اتُهمت إيران بالوقوف خلفها، ولّد أحداثاً «خطيرة». وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر «حوار المنامة» السنوي: «رأينا عدم انخراط أمريكي تدريجي متعمّد»، مضيفة أن هذه السياسة «كانت مطروحة على الورق» لفترة من الوقت لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً مؤخراً. من جهته، رفض وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الحديث عن انسحاب أمريكي من المنطقة، مؤكّداً أن «لا شك» في وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها. وقال: «الولايات المتحدة حليف يمكن الاعتماد عليه إلى حد كبير، كما كان على مدى العقود السبعة الماضية». وتابع: «هناك رغبة في الولايات المتحدة تاريخياً لمحاولة التراجع على الساحة الدولية، لكن هذه الرغبة لا تنعكس في الموقف الأمريكي» على الأرض، مضيفاً: «الأمريكيون موجودون في المنطقة لأنهم القوة العظمى الوحيدة على وجه الأرض». رد أمريكي وردّ الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط، على الانتقادات الموجهة لدور واشنطن في المنطقة، معترفاً في الوقت نفسه بأن هذه المسألة قد لا تكون من الأولويات بالنسبة للأمريكيين. وقال للصحافيين على هامش المؤتمر: «لدينا حاملة طائرات في المنطقة، ودعمنا السعودية...لا أتفق تماماً مع السردية القائلة بأننا تخلينا عن المنطقة أو أننا نغادرها». وتابع: «من الواضح أن للولايات المتحدة أولويات دولية أخرى، هذا ربما ليس من أبرز أولوياتنا الدولية، لكن أعتقد أن (الوجود في المنطقة) يبقى شديد الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة». وفي وقت سابق، قال ماكنزي أمام المنتدى إن «هناك الكثير من المياه لنغطيها. وببساطة، ليس لدينا ما يكفي من الموارد لنكون، حيث نريد أن نكون في الوقت الملائم». وبخصوص الحرب على الإرهاب، أكد ماكنزي: «الآن لدي نحو 500 فرد أمريكي بشكل عام شرقي نهر الفرات وإلى الشرق من دير الزور حتى الحسكة، في الشمال الشرقي حتى أقصى شمال شرق سوريا». وأضاف: «تنصرف نيتنا إلى البقاء في هذا الوضع والعمل مع شركائنا من قسد (قوات سوريا الديمقراطية) لمواصلة عملياتنا ضد داعش حتى آخر وادي نهر الفرات، حيث توجد هذه الأهداف».طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :