المعالي كايده .. شعار احتفالات اليوم الوطني 2019

  • 11/24/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشيخ «جاسم» نعى ابنه الشيخ جوعان مُعدّداً ما تحلّى به من علم وأخلاق   الدوحة - الراية: أعلنت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني للدولة، عن شعار هذا العام 2019 ، وهو البيت الشعري للشيخ المؤسس «جاسم بن محمد بن ثاني» طيب الله ثراه وهو: (حوى المجد والآداب في عشر سنّه .. ونال المعالي كلّها والمراجل) ، والشعار الآخر الموازي (المعالي كايده) . وتحتفل دولة قطر في الثامن عشر ديسمبر من كل عام باليوم الوطني للدولة. والشعار هو أحد أبيات المُؤسّس الشيخ جاسم بن محمد يرثي فيه ابنه الشهيد الشيخ جوعان، رحمهما الله تعالى، فيختزل في وصفه جيلاً كاملاً من شباب هذا البلد العزيز في مرحلة التأسيس، ويُعطي لمحة عن حقيقة جيل من الشباب نشأ على الأخلاق والعلم، وتربّى على السعي لنيل المعالي في سبيل الوطن والأهل، ولو كان ثمن ذلك التضحية بأغلى ما يمتلكون، حيث كانت التحديات التي واجهوها عظيمةً، ومنها الحادثة التي خُلّدت في وجدان القطريّين جيلاً بعد جيل، حتّى صارت علامة على صدق ما عاهد الشباب أنفسهم عليه. لقد حبا الله قطر وأهلها على مر تاريخها من الثروات الطبيعية ما وفر لهم الرفاه والعيش الكريم، فوهبها أجود مغاصات اللؤلؤ «الهيرات» في مياهها الإقليمية، كما حبا برها بالعشب والروض، وأنعم عليها بالنفط والغاز. وما زادتهم نعم الله تلك إلا حمداً وشُكراً وتواضعاً. ولأن التحديات سُنّة من سُنن الله في الكون، فإنّ القطريين كانوا دائماً متأهّبين لتحديات الحياة المُختلفة، من كوارث طبيعية مرّت عليهم كسنَة الطّبعة، وسنَة الرّحمة، أو التحدّيات الاقتصاديّة ككساد اللؤلؤ، وكذلك التحدّيات العسكريّة والأمنيّة من مسيمير عام 1851، وحتى حصار قطر عام 2017. تحديات كلّها ارتبطت بعاملٍ مشتركٍ عبر الأجيال المُتعاقبة، ألا وهو استعداد القطريّين التّام، وبالأخصّ الشّباب، لمواجهَتها بسلاحيْنِ، وهُمَا الأخلاق والعلم قبل أيّ شيء آخر. وسجّل فجر السابع عشر من رمضان، الذي يُصادف 28 مايو عام 1888 شهادة تاريخيّة على هذه التّحديات.. ففي مسجد الشيخ علي بن جاسم (جوعان) في القصر الشرقي «متحف قطر الوطني الآن»، وبينما كان يؤم الصلاة ويصطف خلفه بعض من بقوا لحماية البلاد، حيث كان معظم القطريين في موْسِم الغوص الكبير، ترددت الأخبار عن هجومٍ مُباغت تتعرَّضُ له الدَّوحة وضواحيها. أنهَى الشيخ جوعان صلاةَ الفجر وبصُحبته عدد قليلٌ من الفرسان، مُنطلقين في أثر الغزاة الذين كانوا قد انسحبوا إلى روضة الخيل، حيثُ اشتبك القطريّون معهم، وكان عددُهم أضعافاً، فاستشهد الشيخ جوعان في ذلك الصباح بعد أن أقسم على أن لا يثني رسن فرسه عنهم، واستشهد معه عددٌ من خيرة شباب الوطن، وأُصيب عدد آخر بعد أن سَطّرُوا أروع أمثلة الشجاعة والتضحية لوطنهم.كانت هذه الحادثة عظيمةً على القطريّين وشكَّلت نقطة مهمَّةً في طريق تأسيس دولتنا الحبيبة. وفي هذا البيت، يرثي المؤسّس الشيخ «جاسم» ابنه الشيخ جوعان، مُعدّداً مَناقبه، فقد كان على حداثة سِنِّه مُتحلّياً بالأخلاق، وطالباً للعلم، وفارساً مِقداماً في نيل المعالي، وتلك هي القيم التي تربّى عليها في بيئته القطريّة، فكانت له ولشباب مرحلة التأسيس خير مدرسة. لقد كان الشيخ جوعان وجيله من الشباب نموذجاً لشخصيّة الشباب القطري إلى اليوم، في اكتسابه للأخلاق والعلم، والاستعداد للتضحية في سبيل وطنهم الغالي قطر، مُتجاوزين كل التحديات، وصولاً بالوطن إلى طريق المعالي، ولو كانت المعالي كايده. وشعار «المعالي كايده» مستوحى من قصيدة للمؤسّس، يصف فيها الشيخ علي بن جاسم (جوعان)، وهو بذلك يُعطي صورة واضحة عن جيل كامل من الشباب القطري في فترة التأسيس. ويُعبّر الشعار عن إيمان الأجيال المُتعاقبة من الشباب القطري.. وأنّ طريق المعالي شاقٌ.. يُدرك بسلاحي الأخلاق والعلم. ويحمل شعار اليوم الوطني العديد من القيم والأخلاق التي تربّى عليها الشباب في البيئة القطرية، والتي ترسّخ أهمية غرس قيم الأخلاق وطلب العلم والحكمة في نفوس الشباب القطري، والذي عليه التضحية والفداء والعطاء بلا حدود لنيل المعالي في سبيل الوطن والأهل. ولا يزال الشباب القطري يضرب نماذج مُشرّفة ورائدة في العلم والتحلي بالأخلاق الأصيلة والشجاعة والإقدام، ليكونوا بحق سفراء لوطنهم الغالي في كل مكان، فضلاً عن تسلّحهم بالعلم والمعرفة لرد الجميل للوطن وترسيخ مكانته الرفيعة بين الأمم، لمُواصلة مسيرة الآباء والأجداد من أجل رفعة وأمن وكرامة ومجد الوطن.

مشاركة :