هل تتجه آخر صيحات الموضة نحو التحرر من التقسيم الجندري

  • 11/24/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

عندما يجتمع فنان أو أكثر أو مجموعة من المشاهير في حركة جديدة تقدم تصميمات متشابهة لمصممين عالميين يعد هذا بمثابة الإعلان عن توجه جديد في عالم الأزياء والموضة، ويراه بعض المختصين مؤشرا على ظهور صيحة جديدة من صيحات الموضة، وفي الأيام القليلة الماضية نشرت ريهانا صورة لها على إنستغرام حيث يصل عدد متابعيها إلى 76.8 مليون شخص وهي ترتدي قميصا أبيض لا يبدو نسائيا ولا رجاليا. و وفي الشهر المنقضي، ارتدى الفنان البريطاني الشاب هاري ستايلز بدلة زرقاء حريرية في كليب لأغنيته. اشتركت ملابس الفنانين في تصميمها الذي لم يكن مخصصا لجنس معين. وهي قائمة على النظام الجندري غير الثنائي، الذي يعدّ نظاما مناقضا للثنائية الجندرية التي تنحصر على الهوية الذكورية والأنثوية. وتعد علامة "غير ثنائي" جديدة في الموضة رغم مواصلة الكثير من المصممين على الترويج للأزياء التي تصلح للجنسين. ومن الناحية اللغوية، أعلنت المؤسسة التي تصدر قاموس كولينز للغة الإنكليزية أنها ستضيف المصطلح إلى الإصدارات الجديدة. وانتشر النظام الجندري غير الثنائي بين الأجيال الشابة وبرزت تبعا لذلك مجموعة من علامات الموضة الجديدة التي توفر نفس الملابس للجميع وترى في تقسيم الأزياء وفقا للجنسين أمرا عفا عليه الزمن. ويقول بريستون سوزا من ماركة “ذي فلويد بروجكت” المتخصصة في الملابس التي تعتمد النظام الجندري غير الثنائي وصاحبة أول متجر للملابس غير المرتبطة بالجنس في نيويورك، لموقع ريفيت “في السابق، كانت الموضة ثنائية جدا، كانت موجهة للرجال والنساء، ولا يمكنك تصميم شيء يمكن أن يجمع بين الاثنين. ويرفض بعض من الجيل زد ("Generation Z" الجيل الذي يلي جيل الألفية) هذه الثنائية. وتتسوق نسبة 60 بالمئة من هذا الجيل عبر قسمي الذكور والإناث، مما يدل على تقلّص هذه الهياكل الثنائية تدريجيا”. ويرتدي النجوم الأصغر سنا مثل بيلي إيليش ويونغ بلود وليل أوزي فيرت ملابس لم تصمم لجنس معين ويتحدثون بصراحة عن التسوق عبر نوع الجنس. وقال ليل أوزي فيرت لمجلة جي كيو أنه يعتبر “قسم النساء أفضل من قسم الرجال". ويحاول عدد من الماركات التجارية اللحاق بالركب، وقد شمل أسبوع الموضة في نيويورك 36 عارضا أكد بعضهم أنهم يتبعون اللاتطابق الجندري الذي يختلف مع المعايير الجندرية للذكورة والأنوثة. ومثّل هذا العدد زيادة هائلة عن الموسم الماضي حيث لم يتجاوز عدد هؤلاء 6 أفراد. وشاركت إنديا مور في حملة شركة الأزياء الفرنسية لوي فيتون كأول عارضة أزياء متحولة جنسيا تتولى هذا الدور. ثم بدأت في العمل لدى أشهر الماركات العالمية وهي في سن الـ24. وتعدّ من أكثر الشخصيات تأثيرا في سنة 2019 إذ مكنتها شهرتها من مواجهة التمييز على أساس الجنس. وقال المصمم كريستوفر جون روجرز، الذي صمم ملابس ميشيل أوباما، في حديث لصحيفة الغارديان البريطانية “إن الأمر لا يتعلق بوضع النساء في بدلات الرجال، وإلباس الرجال الكعب العالي بل يتعلق بمساعدة كل شخص على اختيار الملابس التي تعبر عنه وتشعره بالارتياح”. ومع انضمام علامات تجارية معروفة مثل “زارا” و”إتش آند أم” إلى تصميم ملابس تناسب الجنسين، قد يكون هذا الاتجاه مستقبل الموضة. لكن، يرى المصممون الموجودون في قلب هذا التغيير أن هناك قضايا أعمق على المحك. ويقول إيدن لويث إن النظام الجندري غير الثنائي يتجاوز مجرد "موضة"، واعتبر أن دعم شخص مثل ريهانا أمر مهم. ويشير إيدن إلى أن شركته غير ثنائية في جوهرها وأنها العلامة التجارية الوحيدة التي “تناسب المجتمع بأكمله”. ويضيف قائلا “من الآن فصاعدا، تقع المسؤولية على العلامات التجارية الكبرى”. من جانبه صرح بن بيتشي، وهو مدوّن مختص في شؤون الموضة أن “الخطوة التالية تكمن في الحد من رؤية هذه الظاهرة كواحدة من الاتجاهات في عالم الأزياء. يجب أن يفهم المجتمع أنها تشمل ملابس مصممة لأشخاص حقيقيين وأن تضمن للجهات الفاعلة حصولهم على المزيد من السلامة والاحترام”. ويعد تبني علامة غير ثنائي في عالم الأزياء ولدى بعض المصممين من ماركات عالمية ومشهورة دليلا على أن الموضة تتغير وفقا لمتغيرات الواقع وأنها تذهب في اتجاه مواكبة العصر وتحاول الاستجابة لجل فئات المجتمع حتى تلك التي يراها البعض أقليات.

مشاركة :