أعربت وزيرة الدفاع الفرنسيّة فلورانس بارلي السبت عن قلقها من تبعات ما اعتبرته "تراجعاً تدريجياً ومتعمداً" للدور الأميركي في الشرق الأوسط، معتبرة أنّ تجنّب الرد على اعتداءات في الخليج اتُهمت إيران بالوقوف خلفها، ولّد أحداثاً "خطيرة". ومنذ أيار/مايو الماضي، تشهد المنطقة توتّراً متصاعداً على خلفية الهجمات ضد ناقلات النفط والضربات بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد منشآت شركة أرامكو النفطية. وقد أكدت الولايات المتحدة والسعودية ودول أخرى أن إيران تقف وراء هذه الهجمات، إلا أن طهران نفت أي دور لها. لكن على الرغم من هذه الاتهامات والحوادث، وبينها إسقاط إيران لطائرة مسيّرة أميركية، تجنّبت الولايات المتحدة الرد بالمثل. وقالت بارلي في خطاب خلال مؤتمر "حوار المنامة" السنوي: "رأينا عدم انخراط أميركي تدريجي متعمّد"، مضيفةً أن هذه السياسة "كانت مطروحة على الورق لفترة من الوقت لكنّها أصبحت أكثر وضوحاً مؤخّراً". وأضافت: "عندما مضى تلغيم سفن دون رد، أُسقطت الطائرة بدون طيار. وعندما حدث ذلك بدون رد، تم قصف منشآت نفطية رئيسية. أين تتوقّف هذه الأحداث؟ أين الأطراف التي تفرض الاستقرار؟ الأمر جد خطير، حتى بالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أنهم ربحوا. لأن الصفاقة ليست بعيدة عن الجرأة، والجرأة ليست بعيدة عن التهور". وتابعت بارلي أن "المنطقة معتادة على انحسار ثم تزايد التدخل الأميركي. لكن هذه المرة بدا الأمر أكثر خطورة". وحذّرت من أن الردع الأميركي المستمر منذ عقود في المنطقة يفقد قوته على ما يبدو. وحذّرت من أنه "مع تحرك حجر الأساس، بدأ الصرح يهتز مما يسمح للانتهازيين بالاندفاع". ورأت الوزيرة أنّ التراجع الأميركي يمضي ضمن "مسار بطيء"، مذكّرةً بمرور حاملة طائرات أميركية وسفن أخرى مرافقة لها هذا الأسبوع في مضيق هرمز الاستراتيجي. وتابعت: "لكن الاتجاه واضح، كما أعتقد، بصرف النظر عمن سيفوز في الانتخابات المقبلة" في الولايات المتحدة بـ2020. وفي استعراض للقوة، عبرت حاملة الطائرات أبراهام لينكولن والمجموعة المرافقة لها الثلاثاء مضيق هرمز الاستراتيجي. وبحسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يعود آخر عبور لحاملة طائرات أميركية لمضيق هرمز إلى نيسان/أبريل الماضي. في سياق متصل، أعلنت بارلي أن فرنسا ستضغط من أجل قوة أمنية بحرية أوروبية في المنطقة والتي ستتعاون مع قوة أميركية ولكنها ستكون منفصلة عنها.
مشاركة :