بوينوس آيرس، 15 مايو/آيار (إفي): بينما كانت أنظار عشاق كرة القدم، ولا سيما الأرجنتينية، تتجه إلى ملعب لا بومبونيرا لمتابعة المباراة المنتظرة دائما بين قطبي الساحة المستديرة في البلد اللاتيني بوكا جونيورز وريفر بليت، وبعد مرور الشوط الأول وقع حادث حول اللقاء من سوبر كلاسيكو إلى فضيحة كروية جديدة. كان سوبر كلاسيكو الليلة الماضية في إياب دور الـ16 ببطولة كأس ليبرتادوريس يشكل نهاية ثلاثة لقاءات بين الفريقين، شهدت فوز بوكا في الدوري المحلي وريفر في ذهاب دور الـ16 ببطولة الأندية الأعرق في العالم. ولكن نهاية اللقاء الأخير جاءت غير متوقعة بل ومخجلة، فبعد الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي وأثناء مرور لاعبي ريفر عبر النفق المطاطي من غرف خلع الملابس للملعب لخوض الشوط الثاني، تعرضوا إلى اعتداء بمادة مهيجة من جانب بعض مشجعي بوكا صاحب الأرض. وأسفر الاعتداء عن إصابة أربعة لاعبين بالتهاب القرنية الكيميائي وإلغاء المباراة بعد ساعة و14 دقيقة من بقاء الفريقين لسبب غير مفهوم داخل الملعب. وخلال فترة الانتظار لم يجد لاعبو ريفر دعما من جانب لاعبي أو إدارة بوكا جونيورز وكذلك مندوبي اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) الذي يجب أن يقرر اليوم مصير مباراة الإياب بين بوكا وريفر، علما بأن لقاء الذهاب كان قد انتهي بفوز ريفر بهدف نظيف. فالجهاز الفني لبوكا كان أكثر انشغالا بإثبات استعداده لمواصلة اللقاء عن الاهتمام بصحة الضيوف وإمكانية تهدئه مشجعيه، كما فشلت عناصر الأمن في تجنب الحادث والتعامل في حالة طوارئ. ولم يتمكن مسئولو بوكا من تأمين مباراة في لا بومبونيرا، كما شكل الزوار جزءا من حالة الارتباك العام عندما خرجوا بشكل غير متوقع إلى الملعب بعد الحادث. أما حكم اللقاء داريو إيريرا، في أول لقاء دولي يديره وكذلك أول سوبر كلاسيكو، فكان عليه أن يتعامل مع سلبية مندوبي الكونميبول الذين انتظروا مكالمة هاتفية من رئيس الاتحاد خوان أنخل نابوت من العاصمة الباراجوائية أسونسيون لإلغاء المباراة. وقد أصدر النائب العام بمدينة بوينوس آيرس الأرجنتينية مارتين أوكامبو أمرا بإغلاق ملعب لا بومبونيرا معقل بوكا ومسرح الأحداث، بشكل احترازي خلال التحقيقات في أعمال الشغب. ولا تعد هذه المباراة سوى صفحة سوداء جديدة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية ولكن سطورها مكتوبة بعار وقوع الأحداث في سوبر كلاسيكو ببطولة دولية تحول إلى فضيحة. (إفي)