نظمت «مؤسسة خولة للفن والثقافة»، المنصةُ الفنية التي أسستها حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي في أبوظبي لترعى فن الخط العربي بجميع مدارسه واتجاهاته، الأربعاء الماضي، ورشة فنية بإشراف الفنان التشكيلي التونسي المعروف نجا المهداوي، وذلك في مقر المؤسسة بمعسكر آل نهيان بالعاصمة أبوظبي، في إطار سعيها لصقل المواهب الشابة ورفدها بكل معرفة جديدة، على صعيد الفكر والفن والثقافة، وشارك في الورشة عدد من الفنانات الشابات الراغبات بتعلم فن الرسم على أصوله، لا سيما في ما يخص فن الخط العربي الذي تُعنى به «مؤسسة خولة للفن والثقافة» عناية خاصة، وتحرص على نشر المعرفة المتعلقة بكافة أنواعه ومدارسه. وأشاد الفنان نجا المهداوي في بداية الورشة الفنية التي نظمتها مؤسسة خولة للفن والثقافة بالفعاليات الثقافية والفنية التي تجري في العاصمة الإماراتية، ومنها «فن أبوظبي» الذي يستضيف عدداً كبيراً من أهم أعمال الفنون في العالم. واستهلت الورشة الفنية بعرض فيلم وثائقي سلط الضوء على تجربة الفنان نجا المهداوي الذي يستلهم أنواعاً متعددة من الخط العربي في أعماله الإبداعية، ويوظفه توظيفاً حداثياً بحيث يكون جزءاً من العمل الفني، واستعرض الفيلم مشاركات الفنان في المعارض العربية والعالمية والمعارض الشخصية ونماذج من أعماله الحروفية التي صنعت شخصيته الفنية الخاصة ونهجه الفني المتميز. وفي لقاء مع «الاتحاد» قال الفنان نجا المهداوي: أنا لست خطاطاً، لكني أعرف موضوع الخط وجميع الخطوط، مما جعل الخطوط ترافق كل لوحة من اللوحات التي رسمتها. وأشار المهداوي إلى أن أبواب المتاحف العالمية أصبحت مفتوحة أمام الفنون العربية التي تستلهم التراث، مؤكداً أن التراث العربي لم يمت، بل يشارك في استنهاض مختلف الفنون. وحول توظيف الخط العربي في اللوحة الفنية ودلالاته في أعماله أوضح المهداوي أنه لم يركن إلى التراث الحرفي والمدرسي، بل عمل من خلال العلامة الحروفية على الانخراط في هواجس تحرير الشكل الفني من التقليد الزخرفي، متجهاً إلى تأسيس قاموس تشكيلي خاص، ثم أخذ يطور من خلال الانفتاح على تقنيات وخامات وفنون متنوعة، لافتاً إلى أنه انضم منذ شبابه إلى حركة التحديث وأسلبة العلامة التراثية. وحول استلهامه لفن الخط العربي قال: إن الحروف العربية تتضمن حركات تشكيلية جميلة. ومن خلال عمله الطويل مع فنية هذه الحروف، استطاع الفنان أن يكتسب خبرة عملية مبتكرة، كما ساهم في تحديث هذا الخط. ومن يتأمل لوحته يشعر، كما يوضح، بأنه أحدث فتحاً جديداً في منظومة هذا الفن، بعيداً عن البرامج الأكاديمية الموروثة، خاصة أن تصميمات هذا الفنان الرائد قد تنوعت ما بين عناصر للديكور وأثواب مبتكرة وزخرفة للطائرات، مشيراً إلى أنه يتعامل مع التكنولوجيا الرقمية في إخراج الصورة الفنية، معتمداً على طرق التركيب والتأليف. والفنان نجا المهداوي يؤمن بالعلاقة العضوية التي يبدعها بحرية بين الشكل الفني والحياة، وهو يؤكد على أنه لا يقبل أن يكون حبيس قاعات المعارض، كما أنه يهتم بالحوار بين اختصاصات مختلفة في مجال الفنون التشكيلية، ما بين فنون الخط والرسم والنحت والتلصيق والتصوير الزيتي والفوتوغرافي والتصميم.
مشاركة :