أظهرت نتائج تجربة سريرية حديثة أن العلاج المناعي، وهو مقاربة جديدة لمعالجة السرطان تحفز النظام المناعي للقضاء على الخلايا السرطانية، يحقق نتائج واعدة في محاربة الورم النقوي المتعدد، وهو أحد أشكال اللوكيميا. وبينت هذه التجربة السريرية في المرحلة الثالثة مع الجسم المضاد "إلوتوزوماب" المُطور من جانب مختبرات "بريستول مايرز وآبفي" الأميركية أن العلاج المناعي من شأنه تقديم حل علاجي جديد للمرضى المصابين بمرض الورم النقوي المتعدد والذين يعانون انتكاسة في حالتهم الصحية، على ما أوضح الباحثون الذين أجروا التجربة. وسمح استخدام الـ"إلوتوزوماب" مع العلاج الكيمياوي التقليدي بإطالة أمد التخفيف من عوارض المرض لدى المصابين بمعدل خمسة أشهر مقارنة مع نتائج مجموعة ضابطة. وشارك حوالي 650 مريضاً مصابا بالورم النقوي المتعدد في حالة انتكاسة في هذه التجربة، عولج نصفهم بالـ"ليناليدوميد"، وهو علاج كيمياوي، والـ"ديكساميثازون"، وهو مضاد قوي للالتهابات، في حين أن المجموعة الأخرى تناولت بالإضافة إلى ذلك الـ"إلوتوزوماب". وبعد مرحلة متابعة وسطية استمرت 24 شهرا، قلص الـ"إلوتوزوماب" خطر تقدم مرض السرطان والوفيات بنسبة 30%، على ما أوضح الباحثون. وفي هذا السياق، قال ساغار ليونال، أستاذ علم الأمراض السرطانية في جامعة "إيموري" في أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية والمسؤول عن التجربة السريرية: "يبدو أن إضافة هذا العلاج المناعي المحدد الأهداف لدى المرضى المصابين بورم نقوي متعدد ويعانون من حالة انتكاسة، يحسن أكثر النتائج السريرية للعلاج". وأضاف: "أكثر ما كان لافتاً هو أن الآثار الإيجابية للإلوتوزوماب بدت وكأنها تزيد مع الوقت، ما يظهر فعالية العلاج المناعي". وتستهدف الـ"إلوتوزوماب" إحدى البروتينات الموجودة على سطح خلايا البلازما الخبيثة، كما تؤدي إلى إطلاق عملية التصدي من الخلايا المناعية ضد السرطان. وهذا الأثر الموجّه يؤدي بالتالي إلى مستويات ضعيفة من السمية. وفي سنة 2014، سمحت الوكالة الأميركية للأدوية والأغذية "إف. دي. أيه" باعتماد الـ"إلوتوزوماب" مع العلاجات التقليدية للمرضى الذين يعاود الورم النقوي المتعدد ظهوره لديهم بعد علاج سابق. ويُنظر إلى العلاج المناعي، الذي حقق نجاحات لافتة في السنوات الأخيرة في الحرب ضد مرض الميلانوما وهو أخطر أنواع سرطان الجلد، على أنه تقنية قد تحمل نتائج ثورية وتقدم أملا في المعالجة من أنواع يصعب علاجها من السرطان.
مشاركة :