قد يستخدم الفنان التشكيلي موهبته وأعماله الفنية للتعبير عن مشاعره أو آماله المُستقبلية من اتجاه، وفي اتجاه آخر يستخدمها لنقل صورة حية من الشارع مثلما يفعل المصورون بعدسات الكاميرا؛ وفي هذه الحلقة من "برواز" تعرض "البوابة نيوز" واحدة من أعمال الفنانة التشكيلية تحية حليم، التي صورت من خلالها مشهدا حيا يحدث يوميًا في القرى المصرية.رسمت "حليم" لوحتها بعنوان "في الطريق" منذ عام 1971، واستخدمت في تنفيذها خامة الألوان الزيتية على التوالي، وفي عملها صورت مساعدة المرأة الريفية لزوجها ومصاحبته في مهام عمله، فركزت على الملابس المعروفة للرجل والمرأة في المناطق الريفية ولون بشرتهم المُتأثرة بالأحوال الجوية، هذا إلى جانب اهتمامها بشكل المنازل الريفية وطبيعة البيئة بها.وبالإضافة إلى ذلك، اهتمت الفنانة بنظرتهم معًا، فالرجل نظرته مُتطلعة في الطريق وكأنها نظرة مستقبلية، وتتبعه فيها نظرة زوجته التي تُشاركه الطريق نحو هذا المُستقبل.وُلدت الفنانة تحية حليم بالسودان في نفس عام انطلاق ثورة ١٩١٩ المصرية، ثم انتقلت مع عائلتها إلى مصر وتلقت أول دروسها التعليمية داخل القصر الملكي، حيث نشأت مع والدها كبير ياوران الملك فؤاد، ومن بعدها اتجهت للدراسة في المدارس الفرنسية كعادة أبناء الطبقة الأرستقراطية في ذلك الوقت، وتعلمت الفن التشكيلي على أيدي الفنان حامد عبد الله الذي تزوجها بعد عامين من مُقابلتهما وتزامن ذلك الوقت مع انتهاء الحرب العالمية الثانية في ١٩٤٥.أثرت "تحية حليم" في الحركة التشكيلية المصرية بالعديد من الأعمال المُختلف ذات البصمة المتميزة والخاصة بها؛ وذلك حتى فارقت الحياة في ٢٠٠٣، وهي تبلغ من العمر أربعة وثمانين عامًا.
مشاركة :