أكدت دراسة حديثة وجود ارتباط قوى بين التناول المفرط للمضادات الحيوية وحدوث تغيرات فى ميكروبيوم الأمعاء وهى البكتيريا التى تعيش فى الجهاز الهضمى، والتي يمكن أن تؤدي إلى مرض الشلل الرعاش، وذلك بالتزامن مع أسبوع التوعية بالمضادات الحيوية. ولفتت الدراسة التي نشرت في مجلة ” Movement Disorders” إلى أن الاستخدام المفرط لبعض المضادات الحيوية شائعة الاستخدام يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض الشلل الرعاش، وهو اضطراب الجهاز العصبي التدريجي الذي يؤدي إلى اهتزاز الجسم، والتصلب ، وصعوبة المشي والتوازن والتنسيق، حيث أوضحت الدراسة أن تفسير ذلك يكون بسبب تأثير المضادات على النظام البيئي الميكروبي للأمعاء. الصلة بين الافراط فى تناول المضادات الحيوية ومرض الشلل الرعاش تشير إلى أن في نسبة كبيرة من المرضى قد ينشأ في الأمعاء، وربما يرتبط بالتغيرات الميكروبية، قبل سنوات من ظهور الأعراض الحركية لمرض باركنسون مثل البطء والعضلات، حيث ثبت أن التركيب البكتيري للأمعاء لدى مرضى الشلل الرعاش غير طبيعي مثل الأشخاص الأصحاء، لكن السبب غير واضح. ففي القناة الهضمية، لوحظت التغيرات المرضية المعتادة لمرض الشلل الرعاش قبل 20 سنة من التشخيص، وقد ارتبط الإمساك ومتلازمة القولون العصبي ومرض التهاب الأمعاء بارتفاع خطر الاصابة بمرض الشلل الرعاش. وتبين أن التعرض للمضادات الحيوية يتسبب في حدوث تغييرات في ميكروبيوم الأمعاء ويرتبط استخدامها بزيادة خطر الإصابة بعدة أمراض، مثل الاضطرابات النفسية ومرض كرون، ومع ذلك، فإن هذه الأمراض أو زيادة التعرض للعدوى لا تفسر العلاقة المرصودة الآن بين المضادات الحيوية والشلل الرعاش. بالإضافة إلى مشكلة مقاومة المضادات الحيوية ، فإن وصف الأدوية المضادة للميكروبات يجب أن يراعي أيضًا آثارها المحتملة طويلة الأمد على ميكروبيوم الأمعاء وتطور بعض الأمراض “.
مشاركة :