عم «محمد» عاش وحيدًا ومات قفزًا من منزله هربًا من النيران

  • 11/25/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن يعلم عم «محمد» صاحب الـ٦٢ عاما بأن ما زرعه طوال حياته من خير في أبنائه سوف يحصده جحودا وتجاهلا من فلذات كبده تجاهه، حيث يقطن هذا المسن في الطابق الثالث داخل شقة بأحد العقارات المتهالكة الموجودة في حارة مكتظة بالسكان بمنطقة النهضة بمحافظة القاهرة، وحيدًا بعد أن سبقته زوجته إلى الرفيق الأعلى منذ عدة سنوات، وكذا تركه أبناؤه وتزوجوا وسلكوا طريقهم في الحياة وألهتهم دوامة الدنيا فنسوا والدهم، الذى كان عادة ما يجلس ليتذكر منزله البسيط الذى يحوى زوجته وأطفاله في أعمارهم الصغيرة، ولكن سرعان ما يترك هذه الذكريات ولا يتذكر سوى آلام فراق الزوجة وجحود الأبناء وتركه في الدنيا يعيش وحيدًا.في أحد الأيام وكعادة الرجل المسن قام ليحضر لنفسه بعض اللقيمات لتعينه على مواصلة مشواره في هذه الحياة، وبعد إشعاله النار قام بتسخين الطعام وأغلق وصلة الغاز، ولكن لم يعلم ذلك المسن بأن هناك تسرب غاز قد نتج عن إعداده الطعام، وبعد تناوله طعامه قام ليشعل «سيجارة» داخل المطبخ الذى تحول إلى قطعة من جهنم فور ضغطه على القداحة، حاصرته النار داخل الشقة لحظات رعب وضعف عاشها ذلك المسن الذى لم يجد أنيسًا أو ونيسًا ينقذه، يبحث حوله لم يجد أبناءه وجسده الضعيف وهرم سنه يحول بينه وبين الهرب.حاول ذلك المسن الفرار من حرارة النيران التى بدأت تلتهم كل شيء في الشقة فتوجه إلى شرفة الشقة يستغيث بالجيران والأهالي، الذين لم يكن بيدهم سوى توجيه جملة «اقفز يا عم محمد» لذلك الرجل، والذى تحسر على نفسه ولم يدر ماذا عساه أن يفعل؟ فجسده الضعيف لا يساعده على ذلك وكذا يعلم نهاية تلك القفزة، وبعد تفكير عمق وخوفًا جلل ابتسم العجوز وقرر القفز مودعًا تلك الحياة المريرة التى جعلت قلب أبنائه عليه كالحجر، وعند سقوطه وفى الهواء اصطدم رأس المسن بقطعة حديدية بشرفة الشقة التى تقع أسفل شقته، ووصل إلى الأرض جثة هامدة.وسط تجمع كبير من الأهالى لمحاولة إنقاذه سقط العجوز ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل محاولة إسعافه وتم إبلاغ غرفة عمليات النجدة وحضر رجال المطافى، وتمت السيطرة على الحريق ومنعه من الامتداد لباقى المجاورات، وحضرت قوة من مباحث قسم شرطة السلام ثان، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، وأصدرت نيابة السلام ثان برئاسة المستشار هيثم مشهور، رئيس النيابة تصريحًا بدفن جثة المتوفى.

مشاركة :