واشنطن مستعدة لردع أي تهديد خارجي لوحدة أراضي أي دولة من دول «الخليجي» | تقارير خاصة

  • 5/16/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اتفقت الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي على شراكة استراتيجية جديدة تتضمن بناء علاقات أوثق في «المجالات كافة بما في ذلك التعاون الدفاعي والأمني وتطوير مقاربات مشتركة للقضايا الاقليمية من أجل احراز تقدم وخدمة مصالحها في الاستقرار». وأصدرت القمة التي استضاف خلالها الرئيس باراك أوباما سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح وقادة دول مجلس التعاون أو من ينوب عنهم، بيانا ختاميا مساء الخميس بتوقيت واشنطن (وكالات)، أعربت فيه الولايات المتحدة عن استعدادها «للعمل مع دول مجلس التعاون الخليجي لردع ومواجهة اي تهديد خارجي لوحدة أراضي أي دولة من دول المجلس» مؤكدة أنها «تقف على أهبة الاستعداد للعمل مع الشركاء بمجلس التعاون لتحديد ما العمل الذي سيكون مناسبا على وجه السرعة». وأشار البيان الى أن القادة ناقشوا شراكة استراتيجية جديدة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي «من أجل تحسين التعاون الأمني وخاصة آلية نقل سريع للأسلحة فضلا عن مكافحة الارهاب والأمن البحري والأمن الالكتروني والدفاع الصاروخي». وحول مفاوضات الملف النووي الايراني، أشار البيان الختامي الى أن التوصل لاتفاق يمكن التحقق منه «يخدم مصلحة أمن دول مجلس التعاون، وكذلك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، وسيعمل الجانبان معا لمواجهة أنشطة ايران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة». وحول الصراعات في المنطقة، اتفقت الولايات المتحدة ودول مجلس على مجموعة من «المبادئ المشتركة بما في ذلك الاعتراف المشترك بأنه لا يوجد حل عسكري للصراعات المسلحة في المنطقة التي لن يمكن حلها إلا من خلال الوسائل السياسية والسلمية». وفي ما يتعلق باليمن «شدد الجانبان على الحاجة الى الانتقال بسرعة من العمليات العسكرية لعملية سياسية» آخذين بالاعتبار الاحتياجات الانسانية للمدنيين. وشدد الجانبان بخصوص مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) على «أهمية تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون والحكومة العراقية على أساس مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول» كما اتفقا على «تعزيز» جهود مكافحة الارهاب. واتفق الزعماء على الاجتماع مرة أخرى «بشكل مماثل على مستوى عال في عام 2016 من أجل المضي قدما والبناء على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون التي أعلنت في هذه القمة». وفي شأن سورية، تعهّد المجتمعون مواصلة العمل لإيجاد حل سياسي مستدام في سورية، ينهي الحرب ويشكل حكومة شاملة تحمي الأقليات العرقية والدينية، ويحافظ على مؤسسات الدولة. وأشار البيان في مضمونه إلى خطورة التنظيمات الإرهابية التي تعمل على الساحة السورية، والتي تمثل خطراً على الشعب السوري ومجمل المنطقة، كتنظيم «الدولة الإسلامية» وتنظيم «جبهة النصرة». كما أشاد البيان بالجهود الدولية التي ترمي إلى الحد من انتشار تنظيم «الدولة الإسلامية»، في إشارة إلى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وبالتعاون مع بعض الدول في المنطقة. وأكد البيان أيضاً أن الأسد فقد شرعيته كلها، وأنه ليس له دور في مستقبل سورية، كما أعربوا عن قلقهم العميق إزاء تدهور الوضع الإنساني في سورية. وأصدر البيت الابيض مرفقا للبيان أكد فيه أن الولايات المتحدة «ستجري دراسة حول منظومة دفاع ضد الصواريخ الباليستية في دول مجلس التعاون الخليجي كما ستجري مناورات واسعة النطاق للتأكيد على العمل المشترك ضد التهديدات غير المتماثلة وانها ستتخذ الخطوات اللازمة لضمان ان يتم نقل الأسلحة بسرعة الى دول مجلس التعاون الخليجي». وفي مؤتمر صحافي في ختام القمة، أكد أوباما ان معالجة الملف النووي الايراني والتوصل لاتفاق شامل يمنع طهران من حيازة اسلحة نووية يخدم مصالح كل من الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وقال أوباما انه أطلع الشركاء في مجلس التعاون على المفاوضات النووية التي تهدف للتوصل الى اتفاق شامل يمنع ايران من الحصول على سلاح نووي. وأعرب عن سروره بأن الجانبين اتفقا على أن التوصل «الى حل شامل قابل للتحقق يعالج تماما المخاوف الاقليمية والدولية في شأن البرنامج النووي الايراني، ويخدم مصلحة أمن المجتمع الدولي بما في ذلك شركاؤنا في دول مجلس التعاون الخليجي». وأضاف أنه «بقطع النظر ان توصلنا الى اتفاق نووي أم لا مع ايران فإننا لا نزال نواجه مجموعة من التهديدات في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك أنشطتها المزعزعة للاستقرار فضلا عن تهديد الجماعات الارهابية». وذكر الرئيس الاميركي: «لذلك فنحن ذاهبون للعمل معا لمواجهة هذه التهديدات بتحسين التعاون الأمني الذي سيسمح لنا بفعل ذلك تحديدا» مضيفا: «لكن أريد أن أكون واضحا جدا بأن الغرض من التعاون الأمني ليس الدخول في مواجهة طويلة الأمد مع ايران أو حتى تهميشها». وأوضح أن «أيا من دولنا ليست لديها مصلحة في نزاع مفتوح مع ايران ونحن نرحب بأن تلعب ايران دورا مسؤولا في المنطقة وتتخذ خطوات ملموسة وعملية لبناء الثقة وحل خلافاتها مع جيرانها بالوسائل السلمية والالتزام بالقواعد والمعايير الدولية». وأكد أن انهاء التوتر في المنطقة وحل الصراعات المدمرة يتطلب حوارا أوسع يشمل ايران وجيرانها الخليجيين «لذلك يجب تعزيز قدرات شركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي لضمان أنه يمكن لهم أن يتعاملوا مع ايران سياسيا وديبلوماسيا من موقع الثقة والقوة». ولفت الى ان «عددا من قادة دول مجلس التعاون الخليجي أعربوا خلال القمة عن القلق من أنه من خلال الموارد الإضافية الناتجة عن خفض العقوبات، فإن إيران ستستنزف الكثير من تلك الموارد في نشاطات تؤدي الى المزيد من زعزعة الاستقرار». لكنه اشار الى ان «وزير الخزانة جاك ليو شارك في القمة ليؤكد انه لن يكون هناك أي تخفيف للعقوبات قبل أن نتأكد من أن إيران نفذت فعليا التزاماتها بموجب أي اتفاق نووي سيتم التوصل اليه». وأضاف: «قدمنا لهم أفضل تحليلنا للاحتياجات الهائلة التي لدى إيران داخليا والالتزام الذي تعهدت به لشعبها لجهة تحسين النمو الاقتصادي» موضحا ان «معظم أنشطة زعزعة الاستقرار التي تشارك فيها إيران عبارة عن تكنولوجيا منخفضة المستوى ونشاط منخفض التكلفة». وأشار أوباما الى انه «رغم أن قمة كامب ديفيد ركزت على التعاون الأمني والأحداث في الشرق الأوسط منذ بداية الربيع العربي، الا أن تلك الأحداث تعتبر تذكيرا بأن الأمن الحقيقي والدائم يتضمن الحكم الرشيد الذي يخدم جميع المواطنين ويحترم حقوق الانسان العالمية». وأضاف ان «الولايات المتحدة ستستمر في الشرق الأوسط كما في جميع أنحاء العالم في التحدث بصوت الحكم الرشيد والادارة الشاملة والمؤسسات التمثيلية والمجتمعات المدنية القوية وحقوق الانسان وسنعمل على توسيع الفرص التعليمية والاقتصادية التي تسمح للشعوب وخصوصا الشباب بتحقيق امكاناتهم». وذكر «اننا اذا كنا نركز بشكل أكثر فعالية على الأمور التي نحتاج للقيام بها لتعزيز الدفاعات وتحسين الاستخبارات والقدرة على الرصد البحري لما يحدث في الخليج، وإذا عملنا بشكل منسق لمعالجة النشاط الإرهابي ومكافحة الرسائل الإرهابية التي تأتي ليس فقط من الدول الراعية مثل إيران ولكن على نطاق أوسع من منظمات مثل تنظيم الدولة الاسلامية، فإننا سنكون قادرين على تحصين أنفسنا والتعامل مع العديد من هذه التحديات بفعالية أكبر بكثير ونحن نستطيع أن نفعل ذلك من موقف قوة وثقة». وأكد «انه إذا كنا نستطيع القيام بعمل أفضل في أماكن مثل سورية واليمن وليبيا وانشاء هيكليات سياسية تعمل بشكل صحيح، فإنه من غير المحتمل أن يستغل أي أحد بما في ذلك إيران بعض الانقسامات الموجودة». وفي ما يتعلق بمسألة استخدام قنابل الكلورين من قبل نظام الأسد في سورية، شدد أوباما على ان الولايات المتحدة تعمل مع المجتمع الدولي للتحقيق في الأمر «وإذا حصلنا على التأكيد الذي نحتاجه فإننا سنعمل مرة أخرى مع المجتمع الدولي ومنظمة الأمم المتحدة المكلفة برصد امتثال الحكومة السورية للوصول إلى الراعين للأسد مثل روسيا لوضع حد لذلك». وفي الشأن الفلسطيني - الإسرائيلي، قال أوباما إنه لا يزال يؤمن بأن حل الدولتين «أمر حيوي للغاية من أجل السلام ليس فقط بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولكن بالنسبة لأمن طويل الأجل لإسرائيل كدولة يهودية ديموقراطية». وفي اشارة الى الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، أكد أوباما انه على علم بأنه تم تشكيل حكومة تضم بعض الأشخاص الذين لا يؤمنون بالضرورة في هذه الفرضية «ولكن هذا لا يزال مجرد افتراض مني». وتحدث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن الجانب الخليجي بوصفه رئيسا للدورة الحالية لمجلس التعاون، فوصف اللقاءات بأنها جيدة ومثمرة، موضحا أن «هناك شفافية في طرح جميع المسائل التي تخص المنطقة»، مشيرا إلى أن «هناك أمورا كثيرة متفقا عليها مع الأصدقاء في أميركا». وفي ما يتعلق بالاتفاق النووي الذي يجرى التفاوض حوله مع ايران، أشار الشيخ تميم إلى أن كل دول مجلس التعاون الخليجي ترحب بهذا الاتفاق، مضيفاً: «نتمنى أن يكون هذا الاتفاق عاملا أساسيا للاستقرار في المنطقة». كما أشار إلى أن المحادثات شملت موضوعات متعلقة بعدم تدخل الدول غير العربية في شؤون المنطقة والدول العربية، والأزمة في سورية وفي العراق ومخاطر التطرف والإرهاب. كما أشار إلى تلبية الرئيس الاميركي دعوة قادة مجلس التعاون لزيارة الخليج السنة المقبلة، موضحا أنه من الآن وحتى الزيارة المقبلة ستكون هناك اجتماعات مكثفة، والمجالات كبيرة لتطوير العلاقات القوية بين دول الخليج والولايات المتحدة في المجالات التي تم الحديث عنها خلال اللقاءات في واشنطن وكامب ديفيد. الخالد: القمة كانت إيجابية ومثمرة وستعقد اجتماعات أخرى في المنطقة واشنطن - كونا - أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح ان قمة كامب ديفيد التي استمرت يومين «أتت بنتائج إيجابية ومثمرة تباحث فيها الطرفان وبصراحة أهم القضايا الإقليمية وسبل إيجاد الحلول السلمية لها وتعزيز أمن واستقرار المنطقة». ولفت الى ان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وقادة دول الخليج، بحثوا والرئيس باراك أوباما القضايا الإقليمية في اليمن والعراق وسورية وليبيا وسبل دعم عملية السلام في الشرق الأوسط الى جانب الشراكة الاستراتيجية والتعاون الأمني والعسكري الخليجي - الأميركي. وأشار الى ان القمة تناولت سبل تعزيز دور دول الخليج في التحالف الدولي الذي شكل للتصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وتقوده الولايات المتحدة، وناقشت سبل التصدي لظاهرة الإرهاب وقطع تمويله ونبذ فكره. ووصف الخالد علاقات دول مجلس التعاون بالولايات المتحدة بأنها «علاقة وثيقة قوامها التعاون والشراكة الاستراتيجية». واوضح انه تم الاتفاق أيضا على إقامة اجتماعات على هذه المستويات في المنطقة لمواصلة بحث سبل زيادة التعاون بالمجالات المختلفة في سبيل تعزيز أمن واستقرار المنطقة. محمد بن زايد: أمن الخليج جزء من الاستقرار العالمي أكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن «أمن منطقة الخليج العربي هو جزء أساسي من الاستقرار العالمي لما تمثله هذه البقعة من العالم من أهمية اقتصادية وسياسية واستراتيجية تمس الأمن العالمي». وأضاف خلال اجتماعات قمة كامب ديفيد أن «الإمارات العربية المتحدة مع شقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي تدرك جيدا حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها للحفاظ على سلامة وحيوية المنطقة وتمكنت عبر مراحل وفترات مختلفة من توظيف طاقاتها وإمكاناتها لمواجهة تحديات ومخاطر عديدة».

مشاركة :