أنقرة - وكالات: شكك وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في انسحاب كامل عناصر وحدات حماية الشعب الكردية من المنطقة الآمنة بشمال سوريا، وطالب روسيا بالضغط على النظام السوري لوقف ضرباته، مؤكداً للجزيرة أن استمرار الدوريات التركية الروسية المشتركة سيسهل إنشاء المنطقة الآمنة. وقال أكار في مقابلة مع الجزيرة «نحن قادرون على مراقبة التطورات في هذه المناطق عن كثب، ونقوم بذلك بتنسيق مع روسيا، ونستمر أيضاً في العمل من أجل التحقق من أن وحدات حماية الشعب غادرت المنطقة، وأن الإرهابيين انسحبوا منها». ولفت أكار إلى وجود بعض التحديات أثناء تنفيذ الدوريات المشتركة، ولكنه تفاءل بالتغلب عليها من خلال التنسيق مع الروس، كما أعرب عن اعتقاده بأن الدوريات ستنجح بشكل أكبر خلال الأيام القادمة. وأضاف أكار أنه رغم بعض التصريحات الشفوية والمكتوبة السابقة من الروس بأن «الإرهابيين» أخلوا تماماً تلك المناطق، فإن بعضهم ما زال موجوداً هناك. كما حث وزير الدفاع التركي موسكو على ممارسة نفوذها لإرغام النظام السوري على وقف ضرباته الجوية والبرية. وأكد خلال المقابلة أن بلاده تسعى إلى تحقيق السلام وتمكين السوريين من العودة إلى بلادهم بشكل آمن وطوعي. واعتبر أكار أن إنشاء منطقة آمنة أمر مهم وحيوي بالنسبة للسوريين، وأنها الوسيلة الأكثر منطقية وإنسانية، مضيفاً «عندما نبني منطقة آمنة بجوار حدودنا الجنوبية شرق الفرات على عمق ثلاثين كيلومتراً، سيكون فرصة لبدء نمط حياة جديدة». ميدانياً اندلعت اشتباكات عنيفة بين فصائل المعارضة السورية والنظام، على محور «المشيرفة» بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بحسب ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المرصد إلى أن هذه الاشتباكات تأتي متزامنة مع قصف جوي روسي لمناطق في ريف إدلب، موضحة أن القصف الروسي استهدف قرية المشيرفة ومحيط صهيان وكرسعا، إلى جانب قصف النظام لمنطقة الملاح بريف حلب الشمالي الغربي. وأفاد المرصد السوري بأن «عدد الغارات التي استهدفت كلا من بلدة كفرنبل وكفر سجنة والشيخ بحر بمحيط مدينة إدلب وكنصفرة والمشيرفة وكرسعا ومحيط صهيان بريف إدلب الجنوبي والشرقي، ارتفع إلى 32»، منوهاً إلى أن «طائرات النظام السوري قصفت محور تل دم وأبوشرجي والمشيرفة وأم الخلاخيل ب8 غارات». وفي وقت لاحق، ذكر المرصد أن قوات النظام تمكنت من السيطرة مجدداً على قرية المشيرفة جنوب شرق إدلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة، استمرت حتى ساعات متأخرة بعد منتصف الليلة قبل الماضية. لكن المرصد عاد وأكد أن المعارك مستمرة بوتيرة عنيفة على محاور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بين الفصائل وهيئة تحرير الشام من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى. وذكر أن الفصائل استعادت السيطرة على «المشيرفة» صباح أمس، قبل أن تعاون قوات النظام وتسيطر عليها مجدداً في ظل القصف المكثف والعنيف، كما سقط عدد كبير من القتلى والجرحى بين الطرفين خلال المعارك بعد منتصف الليل وحتى الصباح، دون تحديد إحصائية دقيقة. وأشار المرصد إلى أن طائرات النظام المروحية ألقت نحو 22 برميلاً متفجراً صباح الأحد، على كل من محيط حرازين وكفرنبل ومحيطها وأطراف بسقلا ومعرة الصين وحاس ومحيط كفورما، لافتاً إلى أن طائرات روسية نفذت المزيد من الغارات على محافظة إدلب.
مشاركة :