بيروت - ا ف ب: أعربت منظمة اليونسكو الجمعة عن قلقها البالغ ازاء تقدم تنظيم داعش الذي بات على مشارف مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا، فيما ارسل الجيش السوري تعزيزات اضافية ويواصل طيرانه الحربي قصف محيط المدينة. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو ايرينا بوكوفا نحن قلقون للغاية ونتابع الوضع نظراً للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الاثري. ودعت في مؤتمر صحافي في بيروت كل الاطراف المعنية الى حماية ارث تدمر العالمي، مشيرة الى رفض التطرف واستراتيجية محو الذاكرة. وأضافت محو ذاكرتنا الجماعية ليس مقبولاً وحماية تراثنا وثقافتنا هو ردنا ايضا على المتطرفين. ويخوض مقاتلو داعش اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص في وسط سوريا، بعد تمكنهم الاربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومترا عن المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن امس بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من الموقع الاثري في تدمر. وتعد آثار تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، ابرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال). وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وتواصلت المعارك بين قوات النظام ومقاتلي داعش في شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، وفق المرصد. وقال عبدالرحمن ان النظام ارسل تعزيزات عسكرية الى تدمر فيما يقصف الطيران الحربي محيط المدينة. وأكد محافظ حمص طلال البرازي امس أن الوضع في مدينة تدمر تحت السيطرة، مضيفاً ان تعزيزات (برية) في طريقها الى المدينة وسلاح الجو والمدفعية يتعاملان مع اي عملية. ويتولى الطيران الحربي قصف مواقع مقاتلي داعش في محيط المدينة وفق المرصد، وهو ما اكده المصدر الامني بإشارته الى ان عمل الطيران الحربي يتركز على تدمير هذه المجموعات التي تحاول التقدم من العمق باتجاه المدينة وتستهدفها على المحاور التي تستخدمها. وارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المستمرة في المنطقة منذ الثلاثاء الى 138، بينهم 73 من قوات النظام والمسلحين الموالين و65 من مقاتلي التنظيم. وأعلن المرصد الخميس ان داعش اعدم 26 مدنياً قرب تدمر، وأقدم عناصره على قطع رؤوس عشرة منهم بعد اتهامهم بـ(العمالة والتعاون مع النظام النصيري). وبحسب المرصد السوري، يقطن اكثر من مئة الف سوري بينهم نازحون في مدينة تدمر والبلدات المجاورة. وخسر النظام خلال الشهرين الاخيرين امام مقاتلي المعارضة وجبهة النصرة مدينة بصرى الشام ومعبر نصيب الحدودي مع الاردن في محافظة درعا الجنوبية. كما خسر مدينة ادلب، مركز محافظة ادلب (شمال غرب)، ومن بعدها مدينة جسر الشغور الاستراتيجية ومعسكر القرميد المجاور.
مشاركة :