فجّر كتاب خوان رينالدو سانشيز الحياة المزدوجة لفيدل كاسترو: 17 سنة كحارس شخصي للقائد العسكري قنابل موقوتة استهدفت رئيس كوبا السابق فيدل كاسترو، وفضحت تورطه بعمليات تجارة الكوكايين، وتدخله في محاكمة كبار المسؤولين، وتهديده لشقيقه راؤول بالقتل. وكشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية، في تقرير نشر أخيراً، أن سانشيز الذي أمضى 17 سنةً في دائرة المقربين من كاسترو بصفته حارسه الشخصي، قدم كتاباً جديدا تحدث فيه عن تفاصيل الحياة المزدوجة للدكتاتور الكوبي البالغ من العمر 88 عاماً، والذي تولى سابقاً منصبي رئاسة الوزراء ورئاسة كوبا. ومن المتوقع أن يصدر كتاب سانشيز لمؤلفه آكسيل غيلدن عن دار سانت مارتن برس للطباعة. وتفشي فصول كتاب سانشيز عدداً لامتناهياً من أسرار الدولة، فيتحدث في أحدها عن كيفية إدارة كاسترو لأعمال تجارة الكوكايين كعراب حقيقي. ويروي كيف سمع عام 1988 كاسترو والقائد العسكري خوسيه أربانتيس يتفقان على السماح لتاجر مخدرات كوبي مقيم في الولايات المتحدة تمضية إجازته في كوبا مقابل 75 ألف دولار أميركي. العراب الحقيقي وعلى الرغم من إبلاغ كاسترو له بـعدم تسجيل الحديث، قرر سانشيز فتح مذياع مخبأ في أحد أسقف المكتب المجاور المزيفة بـدافع الفضول وقتلاً للوقت، لكن ما سمعه أصابه بالصدمة. وزعم أن أربانتس كان يطلب إذن كاسترو لجلب التاجر مؤقتاً إلى كوبا، حيث قرر تمضية أسبوع مع والديه على شاطئ سانت ماريا ديل مار الفخم شرقي هافانا. وقال سانشيز في الكتاب، وفقاً لما أوردته صحيفة نيويورك بوست الأميركية: عرض تاجر المخدرات أن يدفع 75 ألف دولار، وهو مبلغ لن يذهب سدى في فترة الركود الاقتصادي. وكان فيدل متحمساً للأمر. وأضاف سانشيز أنه لفظاعة الأمر تدبر أربانتس طريقة للتأكد من حفاظ والديّ التاجر على سرية الإجازة، عبر جعلهما يعتقدان أن ابنهما كان ضابطاً في الاستخبارات الكوبية، واقترح أن يخبرهما بأنه قد اخترق المخابرات الأميركية، وأن حياته ستكون بخطر في حال لم يبقيا موضوع الإجازة مطلق السرية. وأشار إلى أن كاسترو وافق على الطرح واعتبره جيداً جداً. شعرت وكأن السماء قد وقعت على رأسي. وأدركت أن الرجل الذي كرست له كل حياتي، واعتبرته قديسا، وكان يعني لي أكثر من عائلتي نفسها، كان متورطا بتجارة الكوكايين لدرجة أنه كان يقود العمليات غير القانونية كعراب حقيقي. كاسترو والقضاء يشير الكتاب إلى أنه في حين ازدهرت تجارة الكوكايين، التي كانت بنظر كاسترو سلاح الكفاح الثوري، في أميركا اللاتينية، أخذت المساعدات الاقتصادية الآتية من موسكو تتقلص. فأسس كاسترو، استجابةً لذلك ما عرف بدائرة العملة القابلة للتحويل، التي قايضت السلع بالعملات الصعبة من أطراف ثالثة، وصارت تعرف فيما بعد بدائرة الماريغوانا والكوكايين. إلا أنه، حين بدأت الحكومة الأميركية تشك بأن كوبا تعمل في تجارة المخدرات، أعلن كاسترو رسمياً عن القيام بتحقيقات نزيهة في المسألة الخطرة. وتم خلال التحقيق توقيف كل من أربانتس والقائد العسكري البارز أرنالدو أوشوا، حيث حكم عليه بالإعدام بعد محاكمة خضعت لرقابة كاسترو قبل بثها عبر التلفزيون الكوبي. وقال سانشيز، إنه إضافةً إلى الرقابة المزعومة، أعطى كاسترو تعليماته لرئيس الجلسة والقضاة والمحامين أثناء فترات الاستراحة بين الجلسات، التي انتهت بالحكم بالسجن 25 عاماً بتهم التقصير واستغلال المنصب وإساءة استخدام الموارد العسكرية والمالية على أربانتس، الذي توفي بنوبة قلبية في ظروف غامضة عام 1991. كذلك أعدم أوتشوا بتهمة الخيانة العظمى، وأجبر سانشيز وعدد من رجال كاسترو على مشاهدة فيديو الإعدام. تهديد راؤول يناقش سانشيز في فصل آخر من الكتاب إدمان شقيق فيدل، راؤول كاسترو للكحول عقب مشاركة فيدل في اغتيال صديقه، وخشيته من تكرار الأمر عينه معه. وقيل إن كاسترو قال لأخيه الأصغر: إن كان ما يقلقك أن يحصل لك ما حصل لأربانتس، فدعني أخبرك أن أربانتس ليس أخي. لقد كنا متحدين أنا وأنت منذ الطفولة، في السراء والضراء. لذا لن تلاقي مصير أربانتس، إلا إذا واصلت هذه التصرفات المخزية. وقد وصف أحد المواقع الكتاب بالقول: يعكس عرض سانشيز الفضائحي كماً هائلاً من أسرار الدولة، وأوجهاً متعددة للرئيس الكوبي، فيصوره على أنه قائد الحرب العبقري في نيكاراغوا وأنغولا. والأوتوقراطي المهووس بالعظمة في المنزل، والجاسوس المتفوق، والدبلوماسي الميكافيللي، والمتواطئ في تجارة المخدرات. ويختم الوصف بالقول: تجعلنا هذه الشهادة الاستثنائية نعيد النظر في كل شيء كنا نظن أننا نعرفه حول تاريخ كوبا وفيدل كاسترو. تعرّض خوان سانشيز، البالغ من العمر 66 عاماً، للسجن والتعذيب عام 1994 بعد أن حاول تقديم استقالته بسبب مخاوف تتعلق بالممارسات الفاسدة لكاسترو، وخسر 30 كيلوغراماً من وزنه خلال فترة السجن. لكنه تمكن عام 2008، من الهرب من سجنه الانفرادي الضيق، وتوجه إلى المكسيك واجتاز حدود تكساس ليستقر، أخيراً، في ميامي. ويكشف سانشيز صدمته من أن كاسترو كان يقود حياة فاسدة.
مشاركة :