تُشرق الشمس صبيحة يوم 29 ربيع ثاني، وأغلبها مُختفٍ خلف القمر؛ في ظاهرة وحالة خاصة من حالات الكسوف الشمسي، والتي تكون آخر الظواهر الفلكية خلال عام 2019م. وقال الباحث الفلكي ملهم بن محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، ورابطة التلسكوبات السعودية، وفريق سديم الفلكي لـ"سبق"، يدخل القمر للمستوى بين الأرض والشمس؛ مما يسبب حالة كسوف شمسي يُرى من بعض مناطق الأرض، وبسبب وجود القمر في أبعد نقطة على مداره عن الأرض؛ فإنه سيكون أصغر حجمًا من المعتاد؛ لذلك لن يحجب كامل قرص الشمس؛ بل يحجب 97% منها، ويترك أطراف الشمس ظاهرةً؛ مما يجعلنا نرى حلقة من النور تحيط بظل القمر. وأشار "هندي" إلى أن هذه حالة خاصة من حالات الكسوف الشمسي تسمى الكسوف الحلقي، وسيُرى فقط في المناطق التي يمر عليها مركز ظل القمر؛ بينما بقية المناطق ترى الكسوف جزئيًّا بنسب متفاوتة حسب قُربها من مركز الظل. وتابع الفلكي "هندي" أنه في هذا الكسوف الذي يحصل صباح 26 ديسمبر، يبدأ مسار الكسوف الحلقي من شمال شرق منطقة الأحساء شرق السعودية مارًّا بمحافظة الهفوف، ثم لمناطق نائية شرق المملكة وغرب دولة قطر والإمارات، ويقطع منتصف سلطنة عمان، ثم إلى المحيط الهندي مارًا بالهند وماليزيا، وينتهي في المحيط الهادي؛ بينما يُرى كسوف جزئي من كامل دول آسيا وأطراف قارة أستراليا وإفريقيا. وأضاف: يستمر الكسوف الحلقي مدة 3 دقائق تقريبًا، حين يغطي القمر أغلب قرص الشمس، ويسبق الكسوف الحلقي ويتبعه كسوف جزئي حتى ينجلي ظل القمر عن الأرض لمدة 3 ساعات تقريبًا؛ لذا سيشاهد سكان المملكة والخليج شروق الشمس وهي مكسوفة جزئيًّا، حتى تصل لذروة الكسوف بعد دقائق من شروقها؛ بينما يحظى سكان الأحساء برؤية الكسوف الحلقي النادر على المنطقة؛ حيث في الغالب لا يتكرر الكسوف الحلقي على منطقة معينة إلا مرة واحدة في القرن. ولفت هندي إلى أنه بسبب مرور مركز الكسوف الحلقي على الأحساء؛ حيث تعتبر الحاضرة المدنية الوحيدة عربيًّا التي يمرّ عليها الكسوف ويتزامن مع شروق الشمس بشكل نادر، فسيُرى فيها، ولما تحظى به الأحساء من خدمات متكاملة من مواصلات وإعاشة وسكن؛ ستكون الأحساء مقصد الهواة والمهتمين من جميع أنحاء العالم؛ معتبرًا إياها فرصة سانحة للهيئات والوزارات المعنية باستغلال الظاهرة لتعريف العالم بالمملكة؛ وبالأخص الأحساء ذات العمق التاريخي والجيولوجي والسياحي، والتي ستكون مقصدًا مهمًّا في المملكة.
مشاركة :