كتب - سميح الكايد: نظمت السفارة الفلسطينية في الدوحة مساء أمس فعالية جماهيرية حاشدة بحضور فلسطيني وطني، إحياء للذكرى67 للنكبة الفلسطينية وهي ذكرى إقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بموجب وعد بلفور البريطاني المشوؤم. وأعرب الحضور من أبناء الشعب الفلسطيني خلال هذه الفعالية الحاشدة عن عزمهم وإصرارهم على العمل من أجل العودة إلى أرض الآباء والأجداد التاريخية بكل الوسائل المتاحة وفقا للأسس والأعراف والقوانين الدولية. وفي هذه المناسبة قال سعادة السفير الفلسطيني منير غنام أن الشعب الفلسطيني عازم على مواصلة العمل الشعبي والدبلوماسي لمقاومة الاحتلال وفقا للقوانين الدولية من أجل عودته وتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مهما طال الأمد وتعاقبت عليه المحن. وأكد السفير غنام أن توالي هذه المناسبة الأليمة التي جاءت بهذا الاحتلال البغيض لن يزيد شعبنا إلا إصرارا على المضي قدما من أجل تحرير الأرض والهوية والإنسان ودحر الاحتلال وأنه لن ينسى عبر أجياله المتلاحقة أرضه وتاريخه كما يتخيل الاحتلال الصهيوني فشعبنا صامد وقادر على العطاء وعلى تحقيق أهدافه المتمثلة بإنهاء الاحتلال واستعادة هويته وحريته وتحقيق حلم العودة إلى أرض الآباء والأجداد. وقال في هذه المناسبة نستذكر خطوات وإنجازات شعبنا في مواجهة مختلف التحديات والمحن التي ألمت به جراء هذا الاحتلال الصهيوني منذ منتصف القرن الماضي وحتى الآن لم تتوقف مسيرة هذا الشعب وإصراره وتصميمه على العودة وهذه الرؤية لم تتلاش مع السنين بل تزداد قوة عاما بعد آخر وتجسدها مسيرة هذا الشعب عبر مقاومته السياسية والشعبية والقانونية من إنهاء الاحتلال ووقف محاولات الهيمنة وذلك انطلاقا من تمسكة بهويته وتاريخه وانتمائه العربي والإسلامي وأشار السفير غنام بالقول إن شعبنا الفلسطيني يقف دائما في الصف الأول ليس دفاعا عن فلسطين فحسب بل عن الأمة ككل ونوه هنا بخاصية الشعب الفلسطيني المتأصلة والمتجذرة في أبنائه عبر الأجيال القديمة والحالية والمتمثلة بحرص هذا الشعب في الداخل وفي الشتات والمهجر والمخيمات على تعليم أبنائه والأجيال المتعاقبة ليكونوا عنصر بناء فاعل في كل مجتمع يلتحقون به كما يحرص على تعليمهم على المحافظة على الهوية والانتماء والعمل والإسهام الفاعل في الكفاح الفلسطيني المشروع من أجل تحقيق الأهداف السامية المتمثلة بالاستقلال واستعادة الحرية والكرامة للأرض والإنسان مؤكدا أن هذا الشعب لم ولن يستكين مهما كانت التحديات والمحن ومهما تعرض لمحاولات الإقصاء والطمس وقد شهد التاريخ والعالم أن هذا الشعب يخرج من كل محنة أقوى من السابق ويواصل مسيرته بعزيمة واقتدار. واستشهد السفير غنام على ذلك بالقول أن الشعب الفلسطيني استطاع رغم كل هذه المحن والتضييق عليه استطاع في حركة دبلوماسية مكثفة من تحقيق ارتكازات على الأرض بشك مكثف مسنودا بتحركه الشعبي المناهض للاحتلال ونجح في انتزاع اعتراف دولي واسع بدولة فلسطين كعضو مراقب بالأمم المتحدة الأمر الذي وجه صفعة للاحتلال الصهيوني وقال في هذا الإطار لقد تمكن الفلسطينيون عبر مسيرتهم الطويلة من تحقيق اعتراف ثلاثة أرباع العالم بحقهم وحريتهم ووجدهم في دولتهم المستقلة لافتا هنا إلى توالي اعتراف مختلف البرلمانات الأوروبية والعالمية التي تمثل ضمير شعوبها بالحق الفلسطيني وأمام هذا التحرك الفلسطيني الكثف وما ترتب عليه من اعترافات متوالية على المستوى الدولي أصبحت فلسطين واقعا ملموسا على الصعيد الدولي ترسخ على أرض الواقع عبر استمرارية الكفاح والتحرك الفلسطيني القانوني وأعرب السفير غنام في هذا الإطار عن قناعته بأن هذا الإنجاز الفلسطيني لن يصل إلى المستوى المطلوب إلا عبر الوحدة الوطنية الفلسطينية وحشد الدعم الدولي لتعزيز آليات تحقيق هذا الحق المشروع للشعب الفلسطيني. وبالتوازي مع هذا التطلع وجه سعادة السفير الفلسطيني غنام بهذه المناسبة رسائل عدة إلى العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي وإلى الفلسطينيين في الداخل والخارج وإلى العالم وأحراره وإلى الإسرائيلين أجمعت كلها في مسار التحرك والعمل من أجل تعزيز الحق والهوية الفلسطينية وبالتالي دعم القضية العادلة على كافة المسارات وقال في رسالته إلى العالمين العربي والإسلامي أن القضية الفلسطينية وقضية القدس تحديدا ليست مسألة فلسطينية فحسب بل هي قضية الأمتين الأمر الذي يستوجب تعزيز واقع الدعم العربي والإسلامي لهذه القضية التاريخية والمقدسة والتي هي أمانة تاريخية في أعناق العرب والمسلمين إلى يوم الدين أما في رسالته للمجتمع الدولي فقد أشار سعادة السفير إلى أن العالم بدأ يضيق ذرعا من السياسة العنصرية للاحتلال الصهيوني ومن ممارساته اللا إنسانية والمخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية انطلاقا من اعتقاد صهيوني زائف بأن إسرائيل فوق القانون لذا يتوجب على هذا المجتمع توجيه البوصلة إلى هذه السياسة والعمل على كبحها وإنهاء الاحتلال البغيض الذي زرع في الأرض الفلسطينية وعلى هذا المجتمع الدولي أن يدرك تماما مدى تنكر هذا الكيان الصهيوني لكافة المبادئ والقوانين والأعراف الدولية باعتبار نفسه فوق القانون الدولي كما أنه يتوجب على هذا المجتمع الدولي أن يعي تماما مفهوم الحق الشرعي والقانوني والتاريخي للشعب الفلسطيني والتي يحاول الاحتلال الصهيوني إلغاءها بكل الأساليب الرخيصة والمزيفة. وفي رسالته للعالم الحر نوه السفير غنام ببدء مرحلة الصحوة العالمية خاصة في أوروبا وإن جاءت متأخرة إلا أنها تشكل ركيزة ممتازة للإقرار بالحق التاريخي القانوني للشعب الفلسطيني واعترافا بعدم شرعية الاحتلال الأمر الذي يستوجب على العالم الحر والمساند للقضية انتهاز هذه الصحوة الإوروبية للتحرك الفاعل لدعم القضية عبر كافة المنابر وفي رسالته للشعب الفلسطيني دعا غنام كافة الفلسطينين في الداخل والشتات والمخيمات إلى تعزيز وحدتهم الوطنية والتحدث بلغة واحدة والالتفاف وراء قيادة فلسطينية واحدة من أجل تعزيز نهج صحوة الاعتراف بالحق الفلسطيني. وقال في هذا السياق إن الشعب الفلسطيني في ضوء إنجازاته على الأرض يسير على الطريق الصحيح وأن الدولة الفلسطينية بدأت ترسخ واقعا ملموسا وإن اكتمال هذا الاستقلال ماهي إلا مسألة وقت وشعبنا لن يحيد عن بوصلته وعن فلسطين وعاصمتها القدس الشريف. وشدد هنا على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وقال أنا كجزء من هذا الشعب أسعى كغيري من تحقيق التكاتف والتعاضد والتوحد الفلسطيني ولذلك لابد من استكمال الوحدة الفلسطينية لمواجهة الصلف الصهيوني والتطرف المتزايد فالوحدة أساس القوة. أما رسالته للإسرائيليين فقد حملت حقائق حول زيف إدعاء قيادتهم السياسية الرافضة لكل أطر العمل السلمي التي قدمها الفلسطينيون من أجل السلام والاستقرار لافتا إلى أن استجابتهم لادعاءات الزيف السياسي لحكوماتهم لن يحقق ما يتطلعون إليه من أمن واستقرار وقد أثبت تنصل هذه القيادات مرارا من الدعوات الإقليمية والدولية لمفاوضات السلام. وختم سعادة السفير غنام حديثه لـالراية بتوجيه الشكر والتقدير إلى دولة قطر أميرا وحكومة وشعبا على ماتم تقديمه من دعم لقضيتنا وشعبنا على كافة الصعد وفي كافة المجالات ودعم قطر المتواصل لإسناد الحق والقضية الفلسطينية متمنيا على الجميع أن يحذو حذو قطر في دعم القضية وهو دعم يجسد مدى حرص الأمة على قضيتنا العادلة ودعمها للحق والشرعية الفلسطينية معربا عن الأمل بالاحتفال في القدس بالتحرير قريبا.
مشاركة :