لأنه يفكر في نفسه فقط، ويهتم بزيادة رصيده النقطي من دون الانشغال بنتائج منافسه الوحيد على لقب الدوري (الأهلي)، ولا انتظار تعثره أمام التعاون كانت فرحة النصراويين بعد صافرة مباراتهم أمام الهلال مضاعفة، لم تكن فرحة فوز على منافس تقليدي فحسب؛ بل لأن النتيجة كافية لإعلان تتويجه بطلا ل (دوري عبداللطيف جميل) لثاني مرة على التوالي، وقبل انتهاء البطولة بجولة واحدة، وهو الوضع المشابه لسيناريو ختام الموسم الماضي. في هذه الزاوية أكدت أن النصر حتى والفارق النقطي يتقلص شيئا فشيئا كان هو أفضل فرق الدوري، يليه النادي الأهلي على الرغم أن الأخير كسب المباراتين اللتين التقيا فيهما، كان النصر في كلتيهما يقدم أداء مميزا ويخرج خاسرا بأخطاء فردية، خصوصا تلك التي تقدم فيها بهدفين بالرياض أولا، وكان للأخطاء الفردية دور في الخسارة، وتأجيل الحسم. الدوري ليس مباراة أو اثنتين، الدوري مشوار طويل لا يبقى على قمته في نهاية المطاف سوى الأقوى، الأقوى بنجومه الأساسيين المميزين، وبأوراقه الرابحة على دكّة البدلاء، وبجهازه الفني المتمكن الذي يدير شؤون الفريق عند المصائب، وأي مصائب واجهت (العالمي) هذا الموسم المملوء بإصابات خطيرة، وغيابات مؤثرة لا يجابهها إلا الأبطال، ولا يتجاوز تبعاتها إلا من عرف طريق الذهب، والأقوى بإدارته التي تدير شؤونه ببراعة بقيادة الأمير فيصل بن تركي (الشخصية الرياضية الأبرز في السعودية) هذا الموسم، فكان طبيعيا أن يستمر التألق ويوصلوا الحصاد بتحقيق البطولة الأقوى للمرة الثانية. ربما لم يتوقع كثيرون من النصراويين أن يحسم فريقهم اللقب الأسبوع الماضي لارتباط ذلك بنتائج أخرى، لكنهم كانوا واثقين من تحقيقه في نهاية المطاف؛ لأن النصر يخوض المواجهات في المراحل الأخيرة وهو في صدارة الترتيب ما يعني أنه هو المتحكم بمصيره، وليس بحاجة لفزعة أحد. يتفوق النصر عن باقي الأندية السعودية باستقراره الإداري، وقوته المالية، هناك فارق كبير بين أن يكون الرئيس هو صاحب القرار، وهو الداعم الأول، وبين أن تكون توجهاتك الإدارية مرتبطة بدعم آخرين قد يأتي وربما لا يأتي!!، وهذا ما ميّز النصر في استقطاباته الأخيرة، فمن يريده من النجوم البارزين اليوم تجده مرتديا الشعار (الأصفر) في أقرب فترة تفتح فيها أبواب التسجيل. كما أن تفوق جهازه الفني بقيادة الأرغواني ديسلفا الذي عاد بعد تجربة سابقة ناجحة إلى حدّ كبير (2009) من حيث تطوير الأداء مع بدايات صناعة الفريق البطل، وجاء قرار إعادته بدلا عن الإسباني كانيدا في خضم الموسم، وهو الذي كان يقوده للصدارة وخسر فقط مباراة واحدة قرارا استراتيجيا مهما، عاد معه كثير من النجوم لمستوياتهم المعروفة، وأدار ديسلفا فريقه وسط هجمة الإصابات والغيابات المتعددة بطريقة احترافية حافظت على توازنه وصدارته حتى إعلانه بطلا. ألف مبروك لكل محبي هذا النادي الجماهيري الكبير تحقيق لقب الدوري للمرة الثانية على التوالي، الذي أكد الأفضلية النصراوية المطلقة، تغير المنافسون والبطل واحد ودامت أفراحك يا نصر.
مشاركة :