أنقرة - أعلن مسؤول في وزارة الدفاع التركية إن بلاده ستبدأ مع بداية هذا الأسبوع تجريب منظومة إس400- الصاروخية الروسية للدفاع الجوي المثيرة للجدل والتي من المنتظر أن تصعد الخلاف أكثر مع واشنطن التي هددت مرارا بتشديد العقوبات على أنقرة إذا لم تتخلى عن الصواريخ الروسية. ونقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء الاثنين عن مسؤول دفاعي تركي لم تكشف هويته، إنه سوف يتم استخدام طائرات عسكرية تركية في العاصمة أنقرة اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء خلال تجارب رادار للمنظومة الصاروخية. وتخاطر أنقرة عبر هذه الخطوة بتصعيد النزاع مع الولايات المتحدة وتجنب العقوبات الأميركية المحتملة عليها. وجاءت تصريحات المسؤول العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا للقيود على المسؤولين في وزارة الدفاع، توضيحا للبيان الذي أصدره حاكم أنقرة أمس الأحد والذي قال فيه إنه لابد من توقع تحليق طائرات إف16- التركية على ارتفاع منخفض وعال في أنحاء العاصمة في 25 و26 تشرين ثان/نوفمبر. وأعلن مكتب حاكم أنقرة الأحد أن طائرات إف-16 وطائرات أخرى تابعة للقوات الجوية التركية ستقوم بطلعات على ارتفاعات منخفضة وعالية فوق أنقرة اليوم الاثنين وغدا لاختبار مشروع نظام للدفاع الجوي. وقال تجار عملة إن التقارير أثرت على الليرة التي تراجعت قيمتها إلى 5.7380 ليرة مقابل الدولار من 5.7140 عند الإغلاق يوم الجمعة. ولعب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا دورا رئيسيا في هبوط الليرة بنحو 30 في المئة في العام الماضي. وتدور خلافات بين تركيا والولايات المتحدة، وهما من أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو)، حول شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية وما يمثله ذلك من خطر على برنامج الأسلحة الأعلى ثمنا لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) على الإطلاق (إف35). وتقول واشنطن إن المنظومة الروسية تمثل تهديدا لمقاتلات "إف-35" التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية يوم الخميس إنه ينبغي لتركيا "التخلص من" منظومة إس-400 الروسية. جاءت التصريحات بعدما استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض. ووصف ترامب الاجتماع بأنه "رائع". لكن لم يتضح ما إذا كان البلدان الشريكان في حلف شمال الأطلسي قد حققا أي تقدم بخصوص قضية منظومة إس-400. وقال أردوغان لاحقا إن الضغوط الأميركية للتخلي عن منظومة إس-400 تشكل تعديا على الحقوق السيادية، مؤكدا أن تركيا لن تتخلى عن نشر المنظومات، ما يعرضها لعقوبات أيدها الكونغرس الأميركي. ولايزال أردوغان يعتقد أن علاقته الشخصية بترامب سوف تدرأ الإجراءات العقابية ضد تركيا. ويمكن لواشنطن فرض عقوبات بموجب قانون مواجهة خصوم أميركا من خلال العقوبات (كاتسا) الذي يستهدف المشتريات العسكرية من روسيا. وحذرت واشنطن أنقرة من أنها ستواجه عقوبات بسبب شرائها المنظومة الروسية وعلقت مشاركة تركيا في برنامج طائرات إف-35 الذي كانت أنقرة أحد العملاء والمصنعين به. لكنها لم تفرض أي عقوبات بعد على تركيا التي بدأت في تسلم المنظومة الروسية في يوليو/تموز. وللمزيد من الضغط لمحت تركيا إلى أنها قد تشتري مقاتلات روسية إذا رفضت واشنطن تسليم طائرات إف-35 التي اشترتها. وفي سياسة واضحة للتخلي عن التكنولوجيا الأميركية قامت تركيا بتجربة ناجحة لإطلاق صاروخ "أطمجة" المحلي، من على سفينة "قينالي أدا" الحربية منذ مدة، حيث تسعى للاستغناء عن صواريخ "هاربون" الأميركية في حال دخلت تلك الصواريخ الترسانة العسكرية التركية.
مشاركة :