كريم المالكي: تناقلت صحف عالميّة وأجنبيّة الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دولة قطر والتي رأت فيها إضافة جديدة للعلاقات القويّة التي ينعم بها البلدان الشقيقان، وتناولت العديد من الصحف الزيارة الرسميّة الحالية لتسلط الضوء على طبيعة العلاقة القوية القائمة بين البلدين، وقالت صحيفة الديلي ميل البريطانية إنه على الرغم من أن الزيارة الرسميّة التي يقوم بها الرئيس التركي أردوغان تأتي بمناسبة انعقاد الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية لكنها تتزامن مع الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها المنطقة بشكل عام والعالم العربي على وجه الخصوص. الديلي ميل وأكدت الصحيفة البريطانية أن العلاقة بين أنقرة والدوحة تشهد تطوراً متنامياً وبأعلى المستويات، واعتبرت الصحيفة انعقاد الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية تتويجاً لطبيعة العلاقات المتميّزة والتي وضعتها نموذجاً مثالياً للعلاقات الإقليمية الناجحة، وقالت الصحيفة إن الرئيس أردوغان حضر اجتماع الدورة الخامسة للجنة الاستراتيجية العليا القطرية التركية بدعوة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وشددت الصحيفة البريطانية على أن قمة الزعيمين التي عقدت أمس والتي وصلت إلى القمة السادسة والعشرين خلال ستين شهراً، شهدت توقيع عدد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم والتي تخدم تطلعات الشعبين القطري والتركي. وتناولت صحف إنجليزية أخرى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قطر، مشيرة إلى أن الزعيمين أجريا مناقشات ثنائية حول العديد من قضايا الشرق الأوسط. ونقلت الصحف البريطانية بيان الرئاسة التركية، الذي جاء فيه إن الرئيس أردوغان سيبحث مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تعزيز هذه العلاقات، على أن يشهدا التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في عدة مجالات، كما ستتم معالجة الوسائل التي من شأنها أن تزيد من عمق التعاون بين تركيا وقطر في جميع المجالات وسيتم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية خلال المحادثات.  موقع يورو نيوز وقال موقع يورو نيوز العالمي: إن الزيارة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكّرات التفاهم خلال زيارته الثالثة إلى حليفته دولة قطر منذ الأزمة الخليجية التي بدأت عام 2017. وأكد موقع يورو نيوز أن الزيارة تأتي أيضاً في توقيت سياسي حسّاس، لتؤكد عمق العلاقات القائمة بين دولة قطر وتركيا. وأكد الموقع أيضاً على متانة التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، منوهاً بأن لدى الدوحة استثمارات في تركيا بأكثر من 20 مليار دولار، بحسب أرقام السنة الماضية، في وقت تعدّ أنقرة في مقدمة البلدان المصدّرة إلى دولة قطر. وبفضل التعاون التجاري بين البلدين، هناك حوالي 500 شركة تركية عاملة في قطر، بينها نحو 242 شركة برأس مال قطري وتركي، و26 شركة برأس مال تركي 100 بالمئة، كما تستضيف قطر سنوياً معرض «إكسبو تركيا في قطر»، بمشاركة مئات الشركات التركية، الراغبة في العمل بالسوق القطرية. سي إن إن ومن جانب آخر، تناولت سي إن إن طبيعة العلاقات الاقتصاديّة بين دولة قطر وتركيا، منوّهة بالعلاقات الاقتصادية القوية التي يرتبط بها البلدان والتي ترتكز على التبادل التجاري، وقد شهدت هذه العلاقات في السنوات الأخيرة ازدهاراً كبيراً شمل مختلف المجالات والنشاطات الاقتصاديّة، كما توّجت هذه العلاقات بالعديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات. وأشارت ال سي إن إن نقلاً عن سعادة السفير التركي في قطر، فكرت أوزر، إلى أن التبادل التجاري يشهد نمواً مطردا ووصل 2.4 مليار دولار نهاية 2018، ويذكر أن التعاون الاقتصادي بين الدوحة وأنقرة يشهد انتعاشاً مثالياً في هذا العام مقارنة بالعام الماضي، الذي بلغت فيه قيمة الصادرات التركية إلى قطر ملياراً و362 مليون دولار. فيما بلغت الصادرات التركية ‏‏1.362 مليار دولار، وهذا العام حتى سبتمبر بلغت 838 مليون دولار، بزيادة ‏‏8.7 % مقارنة بالفترة نفسها عن السنة الماضية». وأضاف: «في حين بلغت الصادرات ‏القطرية إلى تركيا 1.53 مليار دولار نهاية عام 2018، ووصلت حتى سبتمبر 209 ملايين دولار»، مؤكداً أن «الاستثمارات القطرية في تركيا مستمرّة، والقطريين اشتروا عقارات كثيرة، مثل الفنادق والمنتجعات، والشقق، ‏واشترى القطريون 764 عقاراً خلال العام الماضي، وخلال ‏الخمسة أشهر الأولى من العام الجاري 332 عقاراً، بزيادة 69% مقارنة بالفترة نفسها من ‏العام الماضي». وفي قطاع السياحة، بلغ عدد السياح القطريين إلى تركيا بلغ 97 ألفاً في 2018، مقارنة ب46 ألفاً نهاية 2017»، متوقعاً أن «يرتفع عدد السياح هذا ‏العام بنسبة 30% على الأقل». الديلي نيوز وقالت صحيفة الديلي نيوز إن كلاً من تركيا وقطر وقعا، سبع اتفاقيات في عدد من المجالات المتنوّعة بحضور زعيمَي البلدين، في العاصمة القطرية الدوحة. وتم توقيع الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والتكنولوجيا والتوحيد القياسي وغيرها من الأمور التي تعزّز العلاقات الثنائيّة. وضم الوفد التركي وزير الشباب والرياضة محمد محرم كاسابوغلو، ووزير المالية والخزينة بيرت البيرك، ووزير الدفاع الوطني هولوسي أكار، ووزير التجارة روحكار بيكان، ومدير الاتصال فهرتين ألتون، والمتحدّث الرئاسي إبراهيم كالين، وهاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات. ويذكر أن العلاقات القطرية - التركية تشهد تقارباً وتطابقاً كبيرين في وجهات النظر حول معظم القضايا الإقليميّة والدوليّة، إضافة إلى العلاقات الاقتصادية والتجارية التي اتسمت بتطوُّر كبير خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في ظل الأزمة التي حدثت بين دول الخليج في عام 2017. ورغم أن الشراكة التركية تطوّرت مع دول الخليج على مدى سنوات، لكنها بلغت مع قطر مراحل متقدّمة عام 2014، فشملت إلى جانب السياسة والاقتصاد المجالين الأمني والعسكري، بعد توقيع اتفاقية للتعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري والصناعة الدفاعيّة. وبعد اندلاع أزمة الخليج، كانت تركيا في طليعة الدول التي وقفت إلى جانب قطر حيث زودتها بالطعام والخدمات.