شن التحالف العربي أمس، غارات جوية عنيفة على مواقع عسكرية لميليشيات الحوثي الانقلابية في الحديدة، وذلك بعد ساعات على اعتراض وإسقاط ثلاث طائرات مسيرة مفخخة في سماء مدينة المخا المحررة. وقالت مصادر عسكرية لـ«الاتحاد» إن منظومة الدفاع الجوي التابعة للتحالف العربي اعترضت وأسقطت طائرتين مسيرتين أطلقتهما الميليشيات في سماء المخا وعلى بعد 8 كيلومترات من الميناء، ولفتت إلى أن قوات الشرطة العسكرية أسقطت فجرا طائرة ثالثة، كانت تستهدف مستشفى «أطباء بلا حدود». وذكر المركز الإعلامي لألوية العمالقة (أبرز فصائل القوات اليمنية المشتركة) أنه تم إسقاط الطائرة على بعد 200 متر من المستشفى، وكانت مزودة بجهاز تحكم، وتحتوي على 10 كيلوجرامات من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار. واستهدفت مقاتلات التحالف بغارات نوعية مواقع عسكرية للميليشيات في الحديدة ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير العديد من الآليات. وقالت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد» إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين في منطقة الجبانة شمال المدينة، وفي جزيرة كمران، ودمرت أهدافاً على الشريط الساحلي شمال المحافظة، وأصابت هدفاً في منطقة الفازة الساحلية جنوب الحديدة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤولين محليين أن الغارات كانت مفاجئة، وأسفرت عن مقتل 8 عناصر من الميليشيات وإصابة آخرين. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي لرويترز ردا على سؤال بشأن الهجمات الجوية «هذه أهداف عسكرية مشروعة تعكس التهديد الوشيك لميليشيات الحوثي الإرهابية». وشنت الميليشيات الانقلابية قصفاً مدفعياً وصاروخياً عنيفاً على مواقع تابعة للقوات المشتركة شرق وجنوب الحديدة حيث أفاد سكان باندلاع اشتباكات بين الطرفين استمرت ساعات. كما هاجمت الميليشيات بالمدفعية الثقيلة والقذائف الصاروخية مواقع تابعة للقوات المشتركة في مديريات الدريهمي والتحيتا وحيس، وذلك في إطار خروقاتها اليومية للهدنة الهشة لاتفاق السويد. وقالت مصادر في القوات المشتركة، إن الميليشيات دفعت ألف مقاتل إلى الساحل الغربي كانت حشدتهم من مختلف الجبهات، كما نشرت المزيد من المقاتلين في المديريات الخاضعة لسيطرتها في الحديدة، واستحدثت مخازن أسلحة لعناصرها. وأفشلت القوات اليمنية المشتركة في الضالع هجوماً لميليشيات الحوثي على أطراف مديرية قعطبة المحررة تقريباً غرب المحافظة. وذكرت مصادر ميدانية لـ«الاتحاد» أن القوات المشتركة والمسنودة بقوات الحزام الأمني صدت الهجوم على منطقة باب غلق، وتمكنت من إفشاله بعد اشتباكات أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات. كما قتل مسلحون حوثيون وأصيب آخرون بقصف مدفعي للقوات المشتركة استهدف مركبة عسكرية في منطقة «حمام النبيجية «شمال مدينة الفاخر المحررة غرب قعطبة. إلى ذلك، حرر الجيش اليمني المدعوم من التحالف، أمس، مواقع جديدة من ميليشيات الحوثي في مديرية باقم بمحافظة صعدة معقل الانقلابيين في أقصى شمال البلاد. وذكر الجيش في بيان أن قواته مسنودة بطيران ومدفعية قوات التحالف نفذت هجوماً واسعاً على مواقع للحوثيين في مديرية باقم وتمكنت من تحرير «التباب الحمر» الاستراتيجية. ونقل عن قائد محور أزال، العميد ياسر الحارثي، أن الهجوم أسفر عن سقوط قتلى في صفوف الميليشيات بينهم القيادي الميداني المدعو أبو محمد الغولي إضافة إلى احترق آليات عسكرية. وقتل وأصيب خمسة مدنيين جراء انفجار قنبلة يدوية أثناء تشييع ميليشيات الحوثي أحد القتلى في محافظة إب وسط اليمن. وأفاد مصدر محلي أن مسلحا حوثيا قام بإلقاء قنبلة على موكب تشييع أحد العناصر المسلحة التابعة للميليشيات في أحد مقابر مدينة القاعدة جنوب إب، موضحا أن انفجار القنبلة أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة 3 آخرين بجراح خطيرة. في وقت أقدمت ميليشيات الحوثي في صنعاء على اعتقال أي موظف يطالب بحقوقه المشروعة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية. من جهة ثانية، طالبت الحكومة اليمنية، الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بممارسة مزيد من الضغط الكفيلة بإجبار ميليشيات الحوثي الانقلابية السماح لفريق فني من الأمم المتحدة لإجراء التقييم وأعمال الصيانة اللازمة لخزان صافر النفطي في رأس عيسى قبل وقوع الكارثة. وشددت وزارة الخارجية على ضرورة تفادي حدوث كارثة بيئية محتملة بسبب تردي وتدهور حالة خزان صافر النفطي بفعل استمرار الميليشيات رفض السماح لفريق فني من الأمم المتحدة الوصول إلى الخزان والقيام بعملية التقييم والصيانة اللازمة وتسليط الضوء على مخاطر تلك الكارثة المحتملة. وأشارت الوزارة إلى التداعيات البيئية المحتملة لتدهور حالة الخزان بحسب الدراسة العلمية والفنية التي أعدتها الهيئة العامة لحماية البيئة والتي تشير إلى أن الخزان لم يخضع لأي عمليات صيانة منذ العام 2015 الأمر الذي قد يعجل بتأكل جسم الخزان، ما يهدد بحدوث تسرب نفطي أو تراكم الغازات شديدة الاشتعال والتي قد تؤدي إلى انفجار الخزان نتيجة لتكون الغازات الهيدروكربونية المنبعثة من النفط الخام في الخزان، ما ينذر بكارثة بيئية خطيرة. وأشارت إلى أن أي كارثة بيئية قد يسببها الخزان النفطي لن تقتصر تأثيرها على اليمن وإنما ستشمل جميع الدول المشاطئة والبحار المجاورة.
مشاركة :