أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أمس الجمعة (15 مايو/ أيار 2015) عن قلقها البالغ إزاء تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي بات على مشارف مدينة تدمر الأثرية في وسط سورية، فيما أرسل الجيش تعزيزات إضافية، ويواصل طيرانه الحربي قصف محيط المدينة. وقالت المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا: «نحن قلقون للغاية، ونتابع الوضع نظراً إلى القيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري». ودعت في مؤتمر صحافي في بيروت «كل الأطراف المعنية إلى حماية إرث تدمر العالمي»، مشيرة إلى «رفض التطرف واستراتيجية محو الذاكرة». وأضافت «محو ذاكرتنا الجماعية ليس مقبولاً وحماية تراثنا وثقافتنا هو ردنا أيضاً على المتطرفين». ويخوض مقاتلو «داعش» اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة إلى محافظة حمص في وسط سورية، بعد تمكنهم يوم الأربعاء من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد ثمانين كيلومتراً عن المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أمس: «بات مقاتلو التنظيم على بعد كيلومتر واحد من الموقع الأثري في تدمر». وتعد آثار تدمر واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على لائحة التراث العالمي في العام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والمدينة القديمة في دمشق وحلب (شمال). وتعرف بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية المزخرفة. وتواصلت المعارك بين قوات النظام ومقاتلي «داعش» في شمال وشرق وجنوب مدينة تدمر، وفق المرصد.
مشاركة :