صحيح أن القناة التي لا تعجبنا بما فيها من مواد (غثة) لن تكون من بين اهتماماتنا، وسندير عنها إلى قنوات لعل فيها (سمينا) نغذي به عقولنا وأفكارنا، بدلا من المواد الغثة التي تبثها على أبصارنا قنوات (الهشك بشك) أليس هذا صحيحا؟ بلى، حتى أصحاب تلك القنوات التي أعني حينما يتم انتقادهم سيقولون (أدر بالريمونت كنترول) القناة لقناة تريدها، لكن ليست المشكلة في عملية الحذف أوالإلغاء أو الإدارة، المشكلة في الاستمرار في نشر ثقافة (الأقمشة نصف المتر)، التي تبدو وكأنها ترفرف على الأجساد العارية في العلن على شاشات الفضائيات العربية، وبالأخص (القنوات الخليجية) حتى تحول طموح فتيات الخليج، تلك (الهيفاء) أو(النانسي) حتى أصبحتا العنوان الأكبر لدى كثيرات منهنّ، وصحيح مرة أخرى (أن للناس فيما يعشقون مذاهب) لكن من يحمي عقول المراهقات ويعمل على إنضاجها، ويخبر أصحابها على أن تلك الحياة (الإبهار) التي يرونها على صاحبات (أقمشة النصف متر) لا تصلح لهنّ، وأنها مليئة (بأصباغ ومكياجات) تخفي خلفها حكايات أشبه ما تكون بطبخات محترقة، تفوح منها روائح قد تزكم الأنوف، ألا يرون كيف الصراعات التي تدور بينهنّ ويظهرها الإعلام في أخبار الفنون والمجون، حتى تحول التنافس بينهنّ على (من ترتدي أقصر) ومن تبرز (اللحم أكثر). أنا لا يهمني كثيرا حياتهنّ وأسرارهنّ ومغامراتهنّ، وتلك من عشقت، وهذه من هو فارسها الجديد، وهذه ماذا ارتدت. أنا ما يهمني كثيرا أن (البوصلة) اتجهت نحو بلدان الخليج العربي، أنا ما يهمني أن تصبح دبي أيقونة لاستعراض (الأقصر) فيما يرتدونه، ولماذا دبي؟.
مشاركة :