حكم بالسجن المؤبد على السعودي خالد الفواز الذي أدين في 26 فبراير (شباط)، بعد شهرين من المحاكمة، بالتآمر لقتل أميركيين وتدمير ممتلكات أميركية، في قضية الهجوم على السفارتين الأميركيتين في دار السلام ونيروبي في 1998. وصدر الحكم في نيويورك أمس على رجل الأعمال السعودي (52 عاما) الذي قال مدعي مانهاتن بريت بهارارا، إنه كان «من أوائل المساعدين المخلصين لأسامة بن لادن طيلة عشر سنوات». وأصدر القاضي الأميركي لويس كابلان الحكم على خالد الفواز بعدما أدين بأربع تهم تآمر، بمحكمة اتحادية في نيويورك. ولم يتم اتهام الفواز بالتخطيط أو المشاركة في الهجمات التي أودت بحياة 224 شخصا وأصيب خلالها أكثر من 4 آلاف شخص. وقال المدعي في بيان لدى إدانة خالد الفواز: «كان أحد أوائل مساعدي أسامة بن لادن المخلصين؛ أولا قائدا لمعسكر تدريب في أفغانستان، ثم رئيسا لخلية (القاعدة) في كينيا، وأخيرا مستشار اتصال لأسامة بن لادن في لندن». وأضاف البيان أنه قبل الاعتداءات «في عصر ما قبل الإنترنت، كان يسهّل مقابلات بن لادن في أفغانستان مع وسائل الإعلام الغربية، ونشر فتواه الصادرة في 1998 التي دعا فيها إلى قتل الأميركيين في أي مكان من العالم. وتلا هذه الفتوى الاعتداءان على السفارتين في كينيا وتنزانيا». وفي بداية المحاكمة، وصفه محامي الدفاع بوبي سترينهيم على العكس من ذلك، بأنه «رجل هادئ وصافي الذهن ومتدين». ونفى أي تواطؤ مع «القاعدة» وأكد أن موكله لم يتبن مطلقا وجهات النظر المتطرفة لأسامة بن لادن حتى وإن كان يعرفه شخصيا. وأشاد المدعي العام بكون المتهمين العشرة في الهجوم على السفارتين حوكموا جميعهم أمام القضاء بمانهاتن. وأوقع الاعتداءان على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا 224 قتيلا وخمسة آلاف جريح في السابع من أغسطس (آب) 1998. وأوقف الفواز في الشهر الذي تلا الاعتداءين في لندن، ووجه إليه الاتهام في الولايات المتحدة. وكافح لسنوات لتفادي ترحيله إلى الولايات المتحدة، لكن الترحيل تم في أكتوبر (تشرين الأول) 2012. واتهمه المدعون بالعمل مساعدا رئيسيا لأسامة بن لادن في لندن، وتوزيع رسائله التي تحض على القتل على وسائل الإعلام، وترتيب إمدادات لإرسالها إلى أعضاء تنظيم القاعدة في أفريقيا. علاوة على ذلك، اتهمت السلطات الأميركية الفواز بإدارة معسكر تدريب لتنظيم القاعدة في أفغانستان في أوائل التسعينات، وبالمساعدة في إنشاء خلية لـ«القاعدة» في العاصمة الكينية نيروبي. وقامت هذه الخلية في وقت لاحق بعملية الاستطلاع قبل تفجير السفارة هناك. وقالت محامية الدفاع بوبي شتيرنهاين لـ«رويترز»: «نشعر بإحباط بالغ، لكننا لسنا مندهشين». وأضافت أنها ستطعن على الحكم. وحضر عدد من الضحايا والأقارب. وقالت إيلين كاراس، وهي موظفة بالسفارة أصيبت بالعمى في التفجير الذي وقع في نيروبي: «إنه الحكم لن يغير شيئا من العمى الذي أصابني، لكنني أشعر بالسعادة لأن جانيا سيسجن ولن يرى النور مثلما لا أراه في كل يوم». وقبل صدور الحكم، استدار الفواز وتحدث إلى الضحايا قائلا إن الكلمات لا يمكن أن تعبر عن حزنه بسبب العنف المأساوي الذي وقع. وأضاف: «أنا لا أؤيد العنف.. لم أنتوِ قط القيام بأي أنشطة تساهم في ذلك». ودفع محامو الفواز بأنه معارض سياسي سلمي وأنه في نهاية المطاف ابتعد عن زعيم «القاعدة» عندما بدأ يدعو إلى العنف ضد الأميركيين. لكن القاضي كابلان رفض هذا الدفع، وقال إن الفواز كان ملتزما ببرنامج بن لادن لبث الرعب وارتكاب جرائم القتل. واعتقل الفواز في لندن عام 1998 ورحل إلى الولايات المتحدة عام 2012 إثر معركة قضائية.
مشاركة :