ماذا قالت القديسة تريزا مارتان عن السماء؟

  • 11/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تريز مارتان، ترى من هي هذه الفتاة التي تدعى تريزيا الطفل يسوع؟ والتي استقبلت بعض رفاتها الطاهرة بحفاوة شعبية واسعة فتاة فرنسية، تريز ولدت في بلدة الافون Alencon سنة 1873 وانتقلت إلى السماء سنة 1897 وأعلنتها الكنيسة قديسة سنة 1925 وعيدها يوم 3 أكتوبر وهي راهبة ضمن رهبانية الكرمل، وانتشرت كنائس كثيرة باسمها في كل أنحاء العالم، مع أنها لم تعبر عمر الرابعة والعشرين وقضت سنوات طويلة في المرض والألم وأستطيع القول أنها برغم عمرها القصير، وحياتها المحدودة، أعلنتها الكنيسة شفيعة للإرساليات، ذلك لأنها بحياتها قليلة السنوات فجرت ينبوع قداسة لم يكن منتشرًا قبلها، قداسة الأمانة للحياة اليومية، وقداسة الأعمال الصالحة والخيرية البسيطة، وإن شئنا القول أنها قديسة المتواضعين، الصامتين، الصابرين، العاشقين للمسيح وكنيسته.تأمل صورتها، وجهها الملائكي، ابتسامتها المتوهجة بالرجاء والتفاؤل، كتبت سيرة خبرتها الإنسانية القصيرة والروحية الخالدة تحت عنوان "تاريخ نفس" أو قل تاريخ حياة، هذا الكتاب نبع للتأمل والتعمق الروحي يكشف عن عمل الله، وروحه القدوس في القلوب البريئة النقية.ولايزال كتابها ملهمًا للقداسة اليومية المتواضعة، سئلت يومًا ما هي السماء ؟ قالت: في هذه الحياة نحن في حضن الأرض، في الأبدية نكون في حضن الله، تحدث الكثيرون عن معجزات تمت بشفاعتها وأشهر ما قيل اعجاب وثقة مطربنا الراحل عبد الحليم حافظ في شفاعتها، وترك أثرًا معلقًا في كنيستها بشبرا، شكرًا لها هذا إن لم تخدعني ذاكرتي، يرقد جثمانها الطاهر في بلدة ليزيو بفرنسا، وقد نحت أهل الفن تماثيل لشخصها في مرقدها كما هو موجود واحد منها في كنيسة شبرا، وذلك لم يمنع أن تحمل بعض من تراثها وما كانت تستخدمه في حياتها البسيطة ليتبرك بها من يشاء، وقد طاف هذا التراث ( أو الرفات ) بلادًا كثيرة.التربية على الإيمان والأخلاق تبدأ من الحياة العائلية من قدوة الوالد والوالدة، فقد كانت لتقوى والديها الأثر العميق في نشأتها الروحية المتوهجة بالقداسة ثم التحقت بدير راهبات الكرمل لتعيش وتفجر تيار القداسة الصامتة الحية، التي تتوهج بها ملامح وجهها الطفولي البرئ، ومن أقوالها أن من يرفع مسمارًا أو دبوسًا من الأرض لئلا يضر إنسانًا، الله لا ينسى له ذلك وعبارتها تحقيق وتواصل لوصية المسيح من سقى عطشانًا كأس ماء لن يضيع أجره ( متى 10: 42 )طاف رفات القديسة تريزا كنائس مصرية ويمكن إيجاز ذلك بالقول أن العالم في حاجة إلى المسيح، أنه جائع الروح، مهتز الضمير، قلق، التف حول رفات القديسة الشابة البسيطة، وأدرك أن القداسة تبدأ منذ الطفولة في التربية الصالحة، وأن للمرأة رسالة لا تقل أهمية وتأثيرًا عن رسالة الرجل، وأن القداسة ليست حكرًا لأحد، فكل رجل وامرأة، هما مدعوان لحياة القداسة، فهي مسيرة واجتهاد كمسيرة الثقافة والعلم وهي خبرة مع المسيح وثقة في الروح القدس هكذا عاشت تريزا، وما أروع تعبير بولس الرسول "السلام للكنيسة التي في بيتك" ( فليمون 1: 2 ) وقد علمتنا تريزا أن المنزل العائلي هو كنيسة، وأن قلب الإنسان هو كنيسة، وحماس وفرح من استقبل رفات القديسة يثبت أن الإنسان في عطش حاد لحياة الروح والاتحاد بالمسيح، وشكرا لكل من أعد وحقق هذه الزيارة، وشكرًا لعائلة الرهبان الكرمليين نساءًا ورجالًا فهي امتداد لقداسة سانت تريز.

مشاركة :