(العربية.نت): وصفت مجلة «الايكونوميست» الاحتجاجات في إيران بأنها طلاق بين نظام «آيات الله» والشعب الإيراني، وتحدثت عن مشاركة الطبقة الوسطى (أصحاب السيارات) في الاحتجاجات، وهو ما وصفته بأنه غير مسبوق، وكشفت عن اتساع الفجوة ما بين الشعب والنظام، وخصوصاً بعد ارتفاع أسعار البنزين. وفي التفاصيل تحدث التقرير، بعد الارتفاع الكبير في أسعار الوقود التي تسيطر عليها الدولة في 15 نوفمبر، اندلع الغضب في جميع أنحاء إيران حيث قام المتظاهرون في أكثر من 100 مدينة بإغلاق حركة المرور وإحراق البنوك وإحراق محطات الوقود، لقد استهدفوا أي شيء متعلق بالنظام الإيراني حتى المساجد وسيارات الإسعاف تم استهدافها. ووصف التقرير هذه الاحتجاجات بالقول، كان هذا التعبير الأكثر دراماتيكية عن العداء لآيات الله الحاكمة منذ المظاهرات العارمة في الانتخابات المتنازع عليها في عام 2009، والتي سميت بـ«الثورة الخضراء»، حيث هزت النظام مدة عام. وأشار التقرير إلى أن الاضطرابات الأكثر عنفاً حدثت في خوزستان (الأحواز)، وفي حزام من الضواحي والبلدات الصغيرة التي تطوق العاصمة طهران. وأضاف التقرير أن الشكاوى والغضب حول أسعار البنزين تحولت إلى إدانات للنظام الحاكم، حيث أحرق المتظاهرون صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي، وهتفوا «يسقط الملالي!» وقبل عامين تظاهر الإيرانيون من الطبقة العاملة بغضب عندما رفعت الحكومة سعر البيض. أما هذه المرة، انضم أصحاب السيارات من الطبقة الوسطى أيضاً إلى الاحتجاجات، وهي إشارة على ما يبدو الى أن الهوة بين رجال الدين و83 مليون شخص في إيران آخذة في الاتساع. وخلّفت هذه الاحتجاجات 143 قتيلاً، بحسب «منظمة العفو الدولية»، و7000 معتقل ،وفقا للسلطات الإيرانية. لكن مصادر المعارضة تتحدث عن 400 قتيل و10 آلاف معتقل، وفق ما تم إحصاؤه حتى الآن. من جانب آخر ، كشفت مصادر محلية في الأحواز لـ«العربية.نت» أن قوات الأمن أو الحرس الثوري الإيراني نفذت إعدامات ميدانية ضد شبان متظاهرين في إقليم الأحواز، عندما سقطت بعض المناطق بيد المحتجين خلال احتجاجات الأسبوع الماضي التي تم قمعها بعنف دموي في أنحاء إيران كافة. وأكدت المصادر أن المحتجين العرب سيطروا على عدة بلدات ومناطق في الإقليم، منذ مساء السبت في 16 نوفمبر حتى قمعها يوم الجمعة الماضي الموافق 22 نوفمبر، وذلك بعدما قامت قوات الأمن باستخدام القوة المفرطة لتنفيذ اقتحامات وعمليات إنزال خاصة في منطقتي معشور والفلاحية. وقال ناشطون لـ«العربية.نت» إن قوات النظام قامت بمحاصرة مجموعة من الشبان المنتفضين (يبلغ عددهم حوالي 20 متظاهرا) في مدينة الفلاحية، بعد أن هربوا إلى الهور (المستنقع المائي) في محيط المدينة وقامت بإعدامهم رميا بالرصاص، وذلك ردا على مقتل عنصرين من الأمن الإيراني وجرح قائد قوات الحرس الثوري في المدينة أثناء اشتباكات مع المحتجين. أما العدد الأكبر من القتلى وعددهم 24 متظاهرا فسقطوا خلال اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ومليشيات الباسيج وقوات الأمن الإيرانية في مدينة معشور (ماهشهر بالفارسية)، حيث قتل النقيب بالقوات الخاصة رضا صيادي، في اشتباكات مع المتظاهرين حين أغلق شبان الطرق المؤدية إلى منشآت البتروكيماويات، التي باتت المصدر الوحيد لصادرات إيران غير النفطية. ولطالما اشتكى الشباب في تلك المدينة من تمييز شركة البتروكيماويات التي تأتي بمديرين ومسؤولين ومقاولين وعمال من خارج الإقليم وتحرم أبناء المنطقة الذين يعانون من البطالة المفرطة من فرص العمل البسيطة. وشاركت في عمليات الاقتحام القوة البحرية للحرس الثوري، ومقرها في ميناء معشور المطل على الخليج العربي، وكذلك قوة اللواء 7 بالقوة المدرعة التي استخدمت الدبابات لمحاصرة المدينة.
مشاركة :