أصيب العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين بجروح مختلفة، خلال المواجهات، التي اندلعت في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، عقب مسيرات تزامنت مع إضراب جزئي، تنديداً بالموقف الأمريكي الأخير بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وذكرت «جميعة الهلال الأحمر» الفلسطيني، أن طواقمها، تعاملت مع 77 إصابة، في جميع نقاط المواجهات، مشيرة إلى أنها جميعها وصفت بالطفيفة، وتنوعت بين الإصابة بالاختناق؛ جرّاء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والحروق. وذكرت أن الإصابات توزعت على النحو التالي: مدخل مدينة البيرة الشمالي (بيت إيل) 33 إصابة، ومدينة الخليل إصابة واحدة، وأبو ديس في القدس المحتلة 13 إصابة، ومدينة طولكرم إصابة واحدة، ومدينة بيت لحم 15 إصابة، وفي مدينة نابلس أصيب 14 شاباً بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع خلال المواجهات المندلعة على حاجز حوارة جنوبي المدينة. كما اعتقلت قوات الاحتلال فتيين في بيت لحم. وكانت فصائل منظمة التحرير دعت لمسيرات وفعاليات الغضب؛ رداً على إعلان الإدارة الأمريكية بعدم اعتبار المستوطنات «الإسرائيلية» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير قانونية، واستنكاراً لجريمة استشهاد الأسير سامي أبو دياك في سجون الاحتلال. وأعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى في الضفة الغربية؛ استعداداً لمواجهة المسيرات. وشارك المئات من الفلسطينيين في تظاهرة حاشدة أمام مقر الأمم المتحدة بقطاع غزة؛ رفضاً لقرار وزير الخارجية الأمريكي، الذي اعتبر أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لا يتعارض مع القانون الدولي. وحمل المشاركون من جميع الفصائل الفلسطينية أعلام فلسطين وصور الشهيد سامي أبو دياك، مطالبين الأمم المتحدة بتطبيق قراراتها التي يعارضها الموقف الأمريكي. إلى ذلك، طالب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الأول الاثنين، الدول العربية للتعامل مع «إسرائيل»، ووقف مقاطعتها؛ من أجل الاستقرار الإقليمي، حسب تعبيره. وقال بومبيو في تغريدة على «تويتر»: «إن الوقت قد حان «للدول العربية للتخلي عن المقاطعة والعمل مع «إسرائيل». الانقسام في الشرق الأوسط يساوي عدم الاستقرار. لا ينبغي أن يواجه المفكرون العرب الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن رؤية إقليمية للسلام والتعايش بشجاعة الانتقام. نحن بحاجة إلى الحوار»، وتأتي تغريدته بالتزامن مع هجمة احتلالية شرسة ضد الوجود الفلسطيني، وتهديد «إسرائيلي» متواصل لعدد من الدول العربية. إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، خلال مشاركته في الوقفة الجماهيرية الرافضة للقرار الأمريكي «الإسرائيلي» حول الاستيطان: «إن هذه الوقفة والحالة الشعبية والرسمية الممتدة على طول الوطن، هي تعبير ورفض لكل مكونات الاحتلال ومركباته وكل الذين يدعمونه». وأضاف: «14 من أصل 15 دولة في مجلس الأمن قالت لا لهذا القرار، والولايات المتحدة تقف لوحدها معزولة في هذا القرار غير الشرعي وغير القانوني بحق أرضنا وشعبنا، وقد توجهنا إلى محكمة الجنايات الدولية ضد هذا القرار، وهناك قرار من محكمة العدل الدولية رفض الجدار والاستيطان، وسوف نعمل على تفعيل ذلك». وهدمت بلدية الاحتلال، منزلاً في المنطقة الصناعية بالقرب من بلدة قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة. وأفاد شهود عيان بأن طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس ترافقها آليات الاحتلال، حاصرت منزلاً يعود لعائلة البازيان في المنطقة الصناعية، وشرعت الجرافات بهدمه بحجة عدم الترخيص. وأخلت قوات الاحتلال المنزل من قاطنيه، وعددهم 13 فرداً معظمهم من الأطفال. وقطع مستوطنون، عدداً من أشجار الزيتون في منطقة الساوية جنوبي محافظة نابلس. وقال غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، إن مستوطنين من مستوطنة رحيل قاموا بقطع 30 شجرة زيتون مثمرة في منطقة الوادي، ولاذوا بالفرار. (وكالات)
مشاركة :