تأكد للمجتمع الدولي وشعوب العالم، أن المليشيات الحوثية الإيرانية لا ترغب في إحلال السلام في اليمن وفق المرجعيات المعترف بها، بل وتصر على استمرار الحرب، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية، وقتل الأبرياء وتعذيبهم، بانتظار أن تأتي الإشارة من طهران، التي ما زالت تواصل عربدتها في المنطقة من خلال تدخلاتها السافرة في شؤون الدول، وزرع الإرهاب من خلال أذرعها الطائفية التي لا تؤمن بالحلول السلمية لتحقيق الأمن والأمان للشعوب، وهو ما انعكس عليها في الداخل بثورة شعبية كشفت المزيد من الممارسات القمعية.ويرى المتابعون للشأن اليمني، أن الكرة باتت في مرمى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث، المطالب بالتخلي عن المناورة، وإظهار حقيقة تعنت الحوثيين، وعدم انصياعهم للاتفاقات الدولية، التي كان آخرها اتفاق ستوكهولم، الذي ضربت به المليشيات عرض الحائط، وما زالت تمارس عربدتها بمساعدة من إيران في الحديدة والمراكز الواقعة على البحر الأحمر، تحتجز السفن، وتقتل الصيادين، وتهرّب المخدرات، أمام مرأى العالم.وبات واضحا أن المجتمع الدولي، بما فيه قوات التحالف، أكدوا ضرورة الارتهان للحلول السلمية، إلا أن الحوثيين لا يملكون حق اتخاذ قرار يمني وإنما يرتهنون لأوامر وإملاءات نظام الملالي في طهران، الذي يتحمّل مسؤولية القتل والدمار في اليمن. ولا يختلف اثنان على أن المملكة والإمارات والحكومة الشرعية ليسوا دعاة حرب من البداية، وغير راغبين في استمرارها متى أذعن الحوثيون للقرارات الأممية والمرجعيات المعترف بها، إلا أن المليشيات ما زالت راغبة في استمرار الحرب، والتنكيل بالشعب اليمني، وتدمير مقدراته إرضاء لإيران.والمنطق يقول إنه من العار أن يبيع أي يمني وطنه، وينكّل بمجتمعه من أجل تنفيذ أجندة دولة مارقة لا ترتبط مع اليمن بحدود ولا علاقات ولا وشائج قربى، ومن العار أن يهاجم أي يمني دولة جارة يسجّل لها التاريخ أنها كانت وما زالت وستبقى عونا لليمن وشعبه بحكم العلاقات التاريخية المتجذرة، وصلة القربى بين المجتمعين، ولكن ها هي الأحدث تبرهن لنا أن الحوثيين لم ولن يكونوا في يوم من الأيام ممن يغارون على اليمن، ويراعون مصالحه، ويحرصون على المودة والمحبة مع جيرانه، لأنهم ذهبوا بعيدا إلى إيران، التي لا تسعى إلا إلى تحقيق مصالحها الإرهابية فقط.يعلم الجميع أن إيران وبمجرد انتفاء مصالحها، وتحقيق أهدافها سترمي الحوثيين في مزبلة التاريخ، وعندها لن ينفع ندم تحالف المليشيات الحوثية مع دولة لا تتمنى الخير لا لليمن ولا لجيرانها خصوصا السعودية.
مشاركة :