(رويترز) - أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت إلى وقوع معارك بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والجيش السوري على مقربة من قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي يسعى المتشددون للسيطرة عليها مما أثار قلقا على الآثار المدرجة على قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي. وذكر المرصد أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 23 شخصا أمس الجمعة بينهم تسعة قصر وخمس نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة. وقال مصدر عسكري سوري إن التنظيم يواصل هجومه لكن "على مسافة بعيدة" من المدينة التي وصلت إليها تعزيزات عسكرية. وتضم تدمر آثارا هائلة وتعتبر أحد أهم المراكز الثقافية في العصر القديم وأدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على لائحة التراث العالمي عام 2013. وكان تنظيم الدولة الإسلامية قد دمر آثارا ومعالم قديمة بالعراق. وقال مدير عام الآثار السوري إن المتشددين سيدمرون آثار تدمر أيضا إن هم بسطوا سيطرتهم على المنطقة. ولتدمر أهمية استراتيجية أيضا إذ تقع عند تقاطع طرق سريعة تربط بينها وبين مدينتي حمص ودمشق على بعد نحو 240 كيلومترا إلى الجنوب الغربي. والإعدامات الجماعية التي تحدث عنها المرصد السوري هي الثانية التي يتردد أنها وقعت منذ تقدم تنظيم الدولة هذا الأسبوع إلى المنطقة. وكان المرصد أورد أن التنظيم أعدم في المرة الأولى 26 شخصا منهم عشرة قتلوا ذبحا. وقال المصدر العسكري السوري إن المنطقة شهدت مذبحة واحدة على الأقل قتل فيها 30 شخصا أو اكثر بينهم مسنون. ويكثف الجيش السوري ضرباته الجوية التي تستهدف مقاتلي الدولة الإسلامية في المنطقة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن الطرفين يخوضان قتالا على مقربة من مبنى للمخابرات العسكرية في تدمر. ووردت أنباء أيضا عن القتال عند حقل غاز إلى الشرق من تدمر. وذكر بيان نشره مؤيدو تنظيم الدولة الإسلامية على تويتر أن التنظيم سيطر على أجزاء كبيرة من حقل الغاز. غير أن المصدر العسكري قال إن هذا الهجوم تم دحره أيضا. وفاقم هجوم الدولة الإسلامية في وسط سوريا من الضغوط على القوات الحكومية التي منيت بانتكاسات كبيرة منذ أواخر مارس آذار في الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات. وكانت فصائل مسلحة معارضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد سيطرت على مساحات واسعة في محافظة إدلب بشمال غرب البلاد منذ أواخر مارس آذار. كما فقد الأسد معبرا على الحدود مع الأردن في الجنوب. وتمكن الجيش السوري وحزب الله اللبناني المتحالف معه من إخراج مقاتلي المعارضة من أجزاء واسعة من المنطقة الجبلية الواقعة شمالي دمشق الأسبوع الماضي ليعزز نظام الأسد قبضته على المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان.
مشاركة :