الوعي بالقانون الدولي الإنساني مقدمة إنفاذه لتخفيف ويلات الحروب

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف رئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني الشيخ خالد بن علي آل خليفة أن بث الوعي بالقانون الدولي الإنساني هو العامل الأساس لتحقيق أهداف القانون الساعي إلى تخفيف ويلات الحروب والنزاعات، وحماية المدنيين من آثارها المدمرة.جاء ذلك خلال ندوة أمس عن «القانون الدولي الإنساني» نظمتها اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني في مملكة البحرين بالتعاون مع مركز العيادة القانونية وحقوق الإنسان في جامعة البحرين.وإلى جانب وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف شارك في الندوة التي أقيمت في حرم الجامعة بالصخير، عدة متحدثين من بينهم: ممثل البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في دولة الكويت عمر وردة، ونائب رئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني منصور أحمد المنصور، ورئيس جمعية الهلال الأحمر البحريني الدكتور فوزي أمين.وتساءل الشيخ خالد بن علي في كلمة خلال افتتاح أعمال الندوة: «هل يمكن أنسنة أعمال القتال والنزاعات بين الجيوش؟ وهل تفلح الاتفاقات والبرتوكولات الدولية في تهذيب الممارسات القتالية لتجنيب المدنيين والجرحى والأعيان ويلات الحروب؟».وقال: «كانت هنالك دائمًا حاجة إلى تنظيم أمور الحروب، وقد صدم العالم بالدمار الذي لحقه في الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة 5% من البشر، وهو الأمر الذي جعل الدول تتنادى لتقنين الحروب فأنشأت الأمم المتحدة، وأبرمت اتفاقات جنيف».وشدد الوزير على أهمية إنفاذ القانون الدولي الإنساني من خلال الوعي به، وتثقيف المقاتلين والمدنيين بأهدافه ومضامينه، وتعريفهم بأهميته، مشيرًا إلى أن الوعي والقناعات هي الأمر الكفيل بالتقليل من انتهاكات صارخة شهدها العالم مثل استخدام الأسلحة التي تسبب النزف حتى الموت، واتخاذ البشر من الأسر كفئران تجارب، وضرب خزانات مياه الشرب الخاصة بالمدنيين في الحرب، وإعطاء الأمان ثم القتل, وكانت مديرة العيادة القانونية وحقوق الإنسان في الجامعة الدكتور وفاء يعقوب جناحي ألقت كلمة ترحيبية رأت فيها أن التطبيق الفعلي للقانون الدولي الإنساني واحترام أحكامه يقتضي القيام بالعديد من الإجراءات التي من أهمها: ضرورة تفعيل آليات نفاذ هذا القانون وعدم عرقلتها.ومن ناحيته، ذهب ممثل اللجنة الدولية لبعثة الصليب الأحمر في دولة الكويت عمر وردة أن أنسنة الحروب ليست أمرًا محالاً لأن الإنسان لديه نوازع الخير في نفسه، سواء أكان متدينًا أم غير متدين، مؤكدًا أهمية استمرار التحركات الدولية لتقنين النزاعات وتننظيمها على نحو يمكن المدنيين من ممارسة حياتهم وحفظ أنفسهم وأعيانهم.أما نائب رئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني منصور أحمد المنصور فشدد على أهمية الردع، والتعامل مع حالات الاعتداء في جميع أنحاء العالم بطريقة متماثلة.واستطرد المنصور في الحديث عن انضمام مملكة البحرين إلى الاتفاقات الدولية المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني، والتصديق على الكثير من المعاهدات المتعلقة به.وأشار إلى أن المملكة أصدرت قانون الجرائم الدولية، وهي ثاني دولة عربية تصدر مثل هذا القانون، وضمنته جميع الجرائم الدولية التي نص عليها ميثاق روما، مؤكدًا أن إقرار هذا القانون هو إنفاذ لاتفاقات روما والاتفاقات الإضافية التي ضمت إليها.وتحدث رئيس جميعة الهلال الأحمر البحريني عن جهودها في تعزيز العمل بالقانون الدولي الإنساني، والاهتمام بنشر ثقافة التطوع والإغاثة في المدارس، مشيرًا إلى مبادرة الجمعية في إنشاء شبكة المستشاريين القانونيين العرب بشأن القانون الدولي الإنساني.وخلال جلسة نقاشية شدد أستاذ القانون الدولي في جامعة البحرين الدكتور علي عمر المصراتي على أهمية نشر القانون والتوعية بأهميته بدل فرضه بالقوة، مشيرًا إلى أن مخالفة القوانين في الكثير من الأحيان ناتجة عن عدم الوعي بها وليس الرغبة في خرقها.

مشاركة :