صدر عن أكاديمية الشعر التابعة للجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، بالتعاون مع جائزة الشيخ زايد للكتاب «معجم الغاف في الإمارات»، من تأليف وإعداد الباحث سلطان العميمي، وهو أول معجم من نوعه يصدر في المنطقة عن شجرة الغاف التي تم اختيارها رمزاً لعام التسامح في الإمارات لهذا العام. ويقع المعجم في مئتين وثمانين صفحة في قطع من الحجم الكبير.وقد مهّد المؤلف لمادة المعجم بفصل عن شجرة الغاف وحضورها في اللغة واللهجة والثقافة المحلية والشعر النبطي في دولة الإمارات. كما خصص مادة في الفصل نفسه عن أهمية شجرة الغاف عند المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وجهوده للمحافظة عليها وحمايتها، ثم عرّج المؤلف إلى الحديث عن فلسفة تسمية أشجار الغاف ومناطقها، وتصنيف هذه المسميات بدلالاتها المعجمية والسيميائية. أما تبويب مادة المعجم، فقد اعتمد المؤلف الترتيب الألف بائي لمواده التي بلغ عددها أكثر من تسعمئة مادة عن هذه الشجرة، منها ما ارتبط بمسمياتها في مختلف إمارات الدولة، ومنها ما ارتبط بأنواعها ومناطق انتشارها.ويعتبر معجم الغاف أول عمل أكاديمي يعنى بتوثيق مسميات أشجار الغاف في مختلف إمارات الدولة، وأسباب تسمياتها ومواقعها ومصطلحاتها المتصلة بأماكن نموها وأنواعها وأعدادها وأجزائها ومراحلها العمرية، وثمارها وكيفية الاعتناء بها. وتعتبر الأسماء التي أطلقها أهل الإمارات على أشجار الغاف في الماضي شاهداً على أحداث تاريخية مهمة، مثل عود التوبة في مدينة العين، الذي ارتبطت تسميته بفترة حكم الشيخ زايد الأول، وغافات زايد في إمارة دبي التي ارتبط اسمها بالشيخ زايد الأول، وغافات زاخر التي شهدت حفل زواج الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وغافة الحصان في مدينة العين التي كان الشيخ زايد بن سلطان يربط حصانه أسفلها عند تفقده أحوال المنطقة، عندما كان فيها ممثلاً لحاكم أبوظبي.واعتمد المؤلف في جمع مادة المعجم على عدد كبير من المصادر والمراجع، منها الروايات الشفهية التي سجلها عن عدد غير قليل من الرواة في عدد من إمارات الدولة، إضافة إلى توثيقه ما ورد عن الشجرة نفسها من مسميات ومعلومات في عدد من المصادر المرئية والسمعية والمراجع المكتوبة المتخصصة في التراث والثقافة والجغرافيا والتاريخ بدولة الإمارات.
مشاركة :