قتيلان في بغداد وشلل يصيب جنوب العراق غداة يوم دموي

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد - (وكالات الأنباء): قتل متظاهران بالرصاص الحي أمس الاربعاء في بغداد فيما ارتفعت أعمدة كبيرة من الدخان الأسود على امتداد طرق غير بعيدة عن أماكن مقدسة ودوائر حكومية في جنوب العراق حيث تتواصل الاحتجاجات المطالبة بـ«إسقاط النظام» منذ شهرين رغم إجراءات القمع الدامية. وعبر متظاهرون بإحراق إطارات سيارات عن رفض قادتهم السياسيين الذين يتهمونهم بـ«الفشل» وعدم القدرة على القيام بإصلاحات مهمة على الرغم من مرور شهرين على أعنف احتجاجات في تاريخ البلاد الحديث. من جهة أخرى، أصيب عشرات المتظاهرين قرب القنصلية الإيرانية في النجف جنوبي العراق، مساء امس الأربعاء، خلال مواجهات مع قوات الأمن. وأفاد مراسل «سكاي نيوز عربية بأن المتظاهرين أصيبوا نتيجة إطلاق القوات الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم ومنعهم من الوصول إلى مقر القنصلية الإيرانية. وأظهرت صور جرى تداولها عبر شبكات التواصل انتشارا أمنيا كثيفا في محيط القنصلية». وهذه أحدث الخطوات التي يتخذها المحتجون في البلاد ضد طهران، التي تدعم السلطات العراقية في قمع المتظاهرين. وكان متظاهرون عراقيون حاصروا في مطلع نوفمبر الجاري مقر القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء المجاورة وحاولوا إحراقها، معتبرين أن إيران تقف «خلف النظام السياسي العراقي الفاسد». وأسفرت الاحتجاجات حينها في كربلاء عن مقتل 3 متظاهرين وإصابة 19 آخرين. من جانب آخر، وجه شيوخ ووجهاء من وسط وجنوب العراق، بياناً مشتركاً إلى المرجع الديني علي السيستاني، ناشدوه فيه اتخاذ موقف مما وصفوه بـ«انهيار للدولة وانعدام للقانون وانفلات العصابات وأصحاب الإتاوات تحت غطاء التظاهرات». ولا يزال العراق يشهد أكبر موجة احتجاجات منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003، حيث قتل فيها ما لا يقل عن 330 شخصا منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوب البلاد، أوائل أكتوبر. ويطالب المحتجون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يقولون إنها فاسدة وتخدم قوى أجنبية ولا سيما إيران، بينما يعيش الكثير من العراقيين في فقر من دون فرص عمل أو رعاية صحية أو تعليم على مستوى جيد. وتحدثت تقارير عديدة عن تورط طهران في قمع الاحتجاجات في العراق، عبر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. ففي بغداد، التي تعد المركز الرئيسي للاحتجاجات، قتل متظاهران بالرصاص الحي وأصيب ما لا يقل عن 25 آخرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع، حسبما ذكرت مصادر أمنية وطبية لوكالة فرانس برس. ودارت المواجهات عند جسر الاحرار، وسط بغداد، حيث أطلقت القوات الأمنية التي تقف خلف حواجز أسمنتية الرصاص وقنابل الغاز ضد المتظاهرين، وفقا لأحد مصوري فرانس برس. وفي كربلاء، على بعد 100 كلم جنوب بغداد، وبعد ساعات من وقوع أعمال عنف للمرة الأولى يوم الثلاثاء استُخدم خلالها الرصاص الحي ما أدى الى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية، أعلنت العتبات الدينية إغلاق جميع مدارس الاطفال الدينية في كربلاء والنجف المقدستين عند الشيعة، بالإضافة الى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة الى الشرق من كربلاء. وكانت كربلاء يوم الثلاثاء مسرحا لموجهات بين محتجين وقوات الامن مثل حال بغداد التي قتل فيها متظاهران. وتصاعدت، امس الاربعاء، سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم. وعاش عدد كبير من مدن الجنوب شللاً لقيام متظاهرين بقطع الطرق وإغلاق الدوائر الحكومية والمدارس، في هذا البلد الذي يعدّ واحداً من أكثر دول العالم ثراءً بالنفط وأيضًا من أكثر الدول فسادًا.

مشاركة :