طهران - (وكالات الأنباء): اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية أمس الأربعاء «بالتستر المتعمد» على أعداد القتلى والمعتقلين خلال قمع التظاهرات التي اندلعت في مختلف أنحاء البلاد في منتصف هذا الشهر. وقالت هيومن رايتس ووتش إن السلطات «تعمدت التستر على حجم القمع الجماعي ضد المتظاهرين» ودعتها إلى «الإعلان فورا عن عدد الوفيات والتوقيفات وحالات الاحتجاز (...) والسماح بإجراء تحقيق مستقل في ما تردد عن حدوث تجاوزات». وانتقد نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط مايكل بيج إيران لأنها «رفضت تقديم العدد الدقيق للقتلى وبدلاً من ذلك هددت المعتقلين بالموت». وذكرت هيومن رايتس ووتش في بيان أن جماعات حقوق الإنسان، بما في ذلك منظمة العفو الدولية، قدرت عدد القتلى بما لا يقل عن 140 شخصا وعدد المعتقلين بنحو سبعة آلاف شخص خلال الاحتجاجات. وبدأت إيران بالاعتراف بحجم الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد مؤخراً، حيث قال أحد النواب إن السلطات اعتقلت أكثر من 7 آلاف شخص. وجاءت تصريحات حسين نجفي حسيني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية النافذة بالبرلمان الإيراني، في الوقت الذي زعم فيه وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي أن المتظاهرين أرادوا السيطرة على التلفزيون الرسمي. ولم يقدم فضلي أي دليل على ادعائه خلال مقابلة بثت مساء الثلاثاء الماضي على التلفزيون الإيراني، حيث لم ترد معلومات عن تنظيم احتجاجات بالقرب من مقر التلفزيون شمال طهران. من جانب آخر، ندد الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي امس الاربعاء بالاضطرابات التي اندلعت في البلاد ووصفها بأنها مؤامرة عميقة وواسعة وخطيرة جدا وقالت الحكومة ان نحو 731 مصرفا و140 مقرا حكوميا أضرمت فيها النار خلال الاضطرابات. ونقل موقع خامنئي الالكتروني الرسمي عن خامنئي قوله خلال اجتماع مع قوة الباسيج شبه العسكرية التي شاركت في قمع الاحتجاجات إن «الشعب الايراني أحبط مؤامرة عميقة وواسعة وخطيرة جدا وظف الاعداء أموالا طائلة لها وبذلوا جهودا كبيرة ليقوموا بمثل هذه الممارسات، اي التخريب والاعمال الشريرة والقتل». وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي ان نحو 731 مصرفا و140 مقرا حكوميا أضرمت فيها النار خلال الاضطرابات. ونشرت وكالة الجمهورية الاسلامية الايرانية للانباء تصريحات له ذكر فيها أن أكثر من 50 قاعدة تستخدمها قوات الامن هوجمت ونحو 70 محطة غاز أحرقت من دون تحديد مواقع هذه الهجمات، ونقلت الوكالة عن الوزير قوله أيضا ان ما يصل الى 200 ألف شخص شاركوا في الاضطرابات على مستوى البلاد. وأكد المسؤولون الإيرانيون مقتل خمسة أشخاص وأعلنوا حتى الآن اعتقال حوالي 500 آخرين، من بينهم حوالي 180 ممن «تزعموا» الاحتجاجات. وقال بيج إن «إبقاء العائلات بلا أنباء حول مصير أحبائها مع إشاعة جو الخوف والعقاب هي استراتيجية حكومية متعمدة لخنق المعارضة». وأفاد موقع «نتبلوكس» الذي يراقب اضطرابات الإنترنت، أن الاتصال بالإنترنت عاد إلى معظم أنحاء البلاد في الأيام الأخيرة، باستثناء شبكات الهاتف المحمول. وقالت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء إنها تلقت آلاف الرسائل من إيران حول الاحتجاجات بعد مناشدة المتظاهرين تحدي القيود المفروضة على الإنترنت. وصرح وزير الخارجية الأمريكي لصحفيين «تلقينا حتى الآن ما يقرب من 20 ألف رسالة ومقاطع فيديو وصور وملاحظات عن انتهاكات النظام من خلال خدمة تليجرام للمراسلة»، وهو تطبيق مشفَّر.
مشاركة :