الحيوانات الأليفة تساعد الأطفال على تجاوز الصدمات النفسية

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعتني أطفال في الأردن بحيوانات كأنواع من الببغاوات والسلاحف تملأ حياتهم بهجة، ويتفاعلون معها في أغلب أوقات فراغهم، بعيدا عن الألعاب والدمى واستخدام الهاتف الذكي. وأخذ الشغف أحمد الخالدي (12 عاما) قبل نحو ست سنوات لتربية السلاحف، بعد أن عثر على إحداها في ساحة بيتهم، ما دفعه إلى القراءة عنها وعن كيفية تربيتها، ثم اشترى سلاحف أخرى تباعا ووضعها في الحديقة، موفّرا لها العناية والرعاية اللازمتين، كما ضم عدة سلاحف أخرى كانت في حديقة بيت جده، ليصبح العدد لديه 14 سلحفاة، وفق تقرير حديث لوكالة الأنباء “بترا”. وزاد اعتناؤه بالسلاحف، بعد قراءاته المتعددة عنها، بعدما علم أنها حيوان مهدد بالانقراض. وقال الخالدي “أجمل الأوقات بالنسبة لي حينما تترقب السلاحف مجيئي إليها محمّلا بالطعام فتتحلق حولي لإطعامها، وما أن يسدل الليل ستاره حتى تسارع للخلود إلى النوم في أماكن خاصة بها في الحديقة”. وأضاف “ما يميز السلاحف الذكر عن الأنثى، بأن ذيلها طويل، أما الإناث فتبيض في الصيف وتفقس في الشتاء، ويصل سعر الصغير منها نحو 30 دينارا، أما عندما تكبر إلى الأربعين عاما فإن سعرها قد يزيد عن 200 دينار”، مبينا أن السلاحف تعيش لفترة أطول قد تصل إلى أكثر من 100 عام. ويحب الطفل عبدالله مأمون الطباخي (8 أعوام) الببغاء، وكان لأهله الدور في مساعدته على الاعتناء به، فكلما سافر أبوه إلى أي بلد من بلاد العالم إلا وأحضر له هديته المفضلة وهي الببغاء. ويعتبر الطباخي الببغاء فرصة لجني المزيد من المال، إذ يستثمره باصطحابه معه في تجواله وسط عمان، ومن يريد وضع الببغاء على كتفه أو التصوير معه، فعليه دفع نصف دينار، فببغاؤه مدرب بشكل جيد على تنفيذ الأوامر التي يتلقاها من الطباخي، كأن ينام أو يزغرد، أو يطير. ويقول الطباخي “ّالببغاوات عالمي الخاص، أعلمها الكلام، وكل يوم أسعى جاهدا لتحفيظها كلمة جديدة، فهي تختلف عن بعضها في قدرتها على الحفظ وترديد الكلمات”. ولدى عبدالله الآن خمس ببغاوات، لكل منها اسمها، الذي تستجيب له حال مناداته أي واحدة منها مثل سمسم ونمر وعنتر وكاسب ونعنوعة. وتتراوح أنواعها بين “مكاو” و”كوكاتو” و”كاسكو”، واشترى للببغاوات قبل عدة سنوات جهاز تسجيل لتعيد وتحفظ مزيدا من الكلمات. ويعمل والده مأمون الطباخي تاجر عطارة وسط سوق البلد، ويصطحب ابنه معه إلى مقر عمله، مفتخرا به وبقدراته العالية في التعامل مع الببغاء. وبيّن أن تربية الحيوانات أعطت ابنه الثقة والجرأة، ففي حديقة المنزل تجده مع أقفاص الببغاوات يلعب ويتعايش معها ويعتني بها، فهو عشق متوارث لهذا الطير الجميل. وأشار مهند زاهدة صاحب أحد محلات الطيور والحيوانات الأليفة، إلى أن عددا لا بأس به من الأطفال يسعون إلى اقتناء الحيوانات الأليفة التي يبيعها في محله التجاري، مبينا سعي بعض الأهالي إلى توفيرها لأبنائهم لتجاوز أزمات نفسية قد يشعرون بها. ومن جانبهم بيّن خبراء التأثير الإيجابي لتربية الحيوانات الأليفة على الصحة النفسية، إذ تؤدي إلى خفض هرمون التوتر وتحسين المزاج وخفض مستوى الاكتئاب، وتساعد على تزويد الجسم بالنشاط ودفعه نحو الحركة، بعيدا عن الكسل والخمول. وأوضح أستاذ علم النفس الإكلينيكي في جامعة مؤتة الدكتور أحمد المطارنة، أن الحيوانات الأليفة كالسلاحف والطيور والأرانب تشكل مصدر سعادة وخصوصية للأطفال، مبينا أهمية تربيتها وفق معايير سواء من قبل الأهل أو الأطفال. وأفاد المطارنة أن الحيوانات الأليفة تعد مصدرا علاجيا لدى الأطفال، وخاصة أولئك الذين تعرضوا لفقدان أحد والديهم أو كليهما، أو ممن ليست لديهم قدرة للتكيف مع من حولهم، أو ممن لديهم إعاقات أو اضطرابات ذهنية كالتوحد، فيتطلب الأمر دمج تلك الحيوانات مع الأطفال مما يسهم في بث السعادة في نفس الطفل وتحسين جودة ونوعية حياته. وأضاف أن الحيوانات الأليفة تؤثر على الطفل من ناحية التفاعل والاستجابة في المشاعر وتكوين الصداقة وإعطاء الأمان والقوة له، كما يعطي اهتمام الطفل بالحيوان نوعا من المسؤولية. وأشار إلى أن إشغال وقت الطفل بالهاتف الذكي، يؤدي إلى العزلة والاضطراب النفسي، مبينا أن توجه البعض لاقتناء وتربية الحيوانات باعتبارها موضة لا يثري الجانب النفسي. وحذر المطارنة من أبعاد تلك التربية على الصحة كالإصابة بالربو وتحسسات العيون أو الأمراض الجلدية، ما يستدعي مراجعة دورية للطبيب، داعيا الأهل إلى الاعتناء بالحيوانات صحيا في ما يتعلق بالنظافة وإعطائها مطاعيمها منعا لحدوث أي عدوى. كما حذر من خطورة التعلق الشديد بالحيوانات، إذ قد يؤدي فقدان الحيوان لاحقا إلى الإصابة بأزمة نفسية ومن ثمّ إحساسهم بالذنب، وعلى الأهل أن يظهروا التعاطف مع الطفل في حال فقدان حيوانه الأليف

مشاركة :