يحلم المتظاهرون العراقيون في ميدان التحرير وسط بغداد بمستقبل مشرق لبلادهم، وقد حول بعض المحتجين هذه الأحلام والتطلعات إلى سطور يكتبونها على بطاقات ألصقوها على ما أطلقوا عليه تسمية “جدار الأمنيات” في أحد مواقع الاحتجاج. وأقام المحتجون خارج ساحة التحرير مباشرة ببغداد والتي تمثل نقطة البداية لحركة احتجاج ظلت صامدة على الرغم من مقتل المئات من المتظاهرين في حملة حكومية، “جدار الأمنيات”، عند مرحاض عام مهجور. وتبلورت هذه الفكرة عندما قررت مجموعة من المتطوعين بحلول نهاية الشهر الماضي تحويل مرحاض عام مهجور إلى موقع يعبر فيه المتظاهرون عن عراق المستقبل الذي يحلمون به. وأصبحت جدران البناية التي كانت مهجورة في السابق تتزين بملصقات ملونة تشع أملا وحياة وتحمل كل منها أمنية أو تعليقا أو دعاء لمستقبل العراق. وكتب أحدهم على بطاقة بيضاء صغيرة ألصقت على الجدران وسط الآلاف من الملصقات الأخرى “متى تتوقف إراقة الدماء في بلادي؟”. وتقول رسالة أخرى “نريد تغيير الحكومة”، ودوّن أحد المتظاهرين في تعليقه على ورقته أنه يريد التخرج من كليته الرياضية. وأشار المنظمون لهذه المبادرة إلى أن المتطوعين يخططون لجمع كل هذه الأمنيات في كتاب لتوثيق الأحداث الجارية. وقال الكاتب العراقي ستار الجودة “كوّنا إلى جانب مجموعة من الشباب فريق عمل يعمل بروح واحدة، ونجحنا في مشروعنا الذي نال استحسان عدد كبير من الناس”. وشددت المتظاهرة فاطمة عواد، وهي طالبة تبلغ من العمر 16 عاما، على أن العراق قبل 25 أكتوبر مختلف تماما عن العراق بعده. وأضافت “عن نفسي كتبت على ظهر بطاقتي: كنت أكره العراق قبل 25-10 (اليوم الذي اقتحم فيه المتظاهرون المنطقة الخضراء ببغداد) والآن أفتخر به. لأن مستقبلنا في السابق كان مجهولا، لا أحد يجرؤ على التظاهر، الجميع جبناء.. لكن الآن كلنا تجمعنا بساحة التحرير”.
مشاركة :