مخيّم "موريا" للاجئين في اليونان جحيم قاس في شتاء قارس

  • 11/28/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فاقم قدوم موسم الشتاء، معاناة المهاجرين القاطنين في مخيم “موريا” بجزيرة ميديللي اليونانية، في ظل ظروف سيئة يعيشها المخيم بسبب إهمال سلطات أثينا، ليتحول مؤخراً إلى جحيم للآلاف من قاطنيه الذين خرجوا من بلدانهم بحثاً عن حياة أفضل. معاناة القادمين الجدد من اللاجئين والمهاجرين لا تقلّ قسوة عن المقيمين بمخيم موريا إذ يتعرضون للضرب والتعذيب من قبل الشرطة اليونانية وصلت إلى حد التشفي من خلال حرق الأجساد بالسجائر. ومخيم “موريا” هو سجن عسكري سابق تم تحويله إلى مخيم عام 2015 في إطار الاتفاق الأوروبي التركي، لكنه بات سجنا بالمعنى الحرفي للكلمة للآلاف من اللاجئين العالقين فيه. ويواجه المهاجرون في المخيم الذي يضم أعداداً تفوق طاقته الاستيعابية، العديد من المخاطر والمشاكل، بدءاً من الأمراض ووصولاً إلى الانتحار. المخيم الذي خصص لإيواء 3 آلاف شخص فقط، يعيش فيه 16 ألف مهاجر غير نظامي، يواجهون أزمات مختلفة مثل قلة الطعام، والمياه، وانخفاض درجات الحرارة، مع عدم توفر الاحتياجات الكافية لوقايتهم من البرد. ومن بين نزلاء المخيم من هم دون الثامنة عشرة من العمر ولا يرافقهم أحد، ونساء حوامل ومن ذوي احتياجات خاصة وجرحى وكبار سن، ومنهم من يعاني من مشاكل صحية والعديد منهم يعانون من مشاكل نفسية. المخيم خصص لإيواء 3 آلاف شخص فقط لكن يعيش فيه 16 ألف مهاجر غير نظامي يواجهون أزمات ويشتكي المهاجرون في المخيم، من قلّة الأطعمة المقدمة لهم، الأمر الذي يدفعهم إلى جمع الحطب وإشعاله مساء، في خطوة لتأمين الدفء، وطهي ما استطاعوا تأمينه من المأكولات. قال المهاجر الأفغاني صبغة الله خليلي، إنه خرج من بلاده هرباً من الحرب، وجاء إلى اليونان بحثاً عن حياة أكثر أمناً وأحسن معيشة. وأضاف “إلا أن الوضع هنا أسوأ مما هو عليه الحال في بلادنا.. نطالب بمكان أكثر أمناً”. وتابع “الظروف في المخيم هنا سيئة جداً، توجهنا إلى أوروبا والبلدان الأكثر أمناً، بحثاً عن حياة أفضل، إلا أننا علقنا هنا”. بدوره، قال المهاجر الأفغاني سامي حبيبي، إنه يقطن في مخيم “موريا” منذ 3 أشهر، مبيناً أنه و7 أشخاص آخرين، اشتروا خيمة عبر جمع ثمنها في ما بينهم. وأضاف أنه يعيش في خيمة واحدة رفقة الأشخاص السبعة، لافتاً إلى أنهم لا يستطيعون النوم ليلاً بسبب انخفاض درجات الحرارة. وأوضح حبيبي أن الوصول إلى الخدمات الطبية في المخيم، صعب جداً، ويحتاج لحجز موعد قبل أسبوع، للحصول على معاينة من طبيب. وأعلنت الحكومة اليونانية في وقت سابق، أنه سيتم إغلاق مخيم موريا للمهاجرين في جزيرة ميديللي والمخيمات في جزر ساموس وساكيز، وسيتم بناء “مخيمات مغلقة” تضم ما لا يقل عن 5 آلاف شخص بدلا من ذلك وبدلا من السماح للاجئين بالتحرك بحرية داخل وخارج المخيمات، سيمنع طالبو اللجوء من الخروج إلى حين منحهم وضع اللجوء ونقلهم للإقامة في البر الرئيسي، أو يتم رفض طلباتهم وإعادتهم إلى تركيا، وفق مسؤولين. ووفقا للنظام الجديد، سيتم حظر دخول المخيمات والخروج منها، وسيتم احتجاز من لا يمتثلون للحظر. وردا على قرار الحكومة، أعلن أعضاء مجلس بلدية جزيرة ساموس عن استقالتهم بشكل جماعي. ويتعرض المهاجرون الجدد الذين يحاولون اجتياز الحدود إلى سوء المعاملة، بلغت حدّ إطفاء السجائر في أجسادهم، وفق شهادات. قال الباكستاني مصدق جاود البالغ من العمر 31 عاماً، إنهم عبروا إلى الأراضي اليونانية ضمن مجموعة مكوّنة من 18 شخصاً، وبعد سيرهم على الأقدام مسافة معينة، ضبطتهم الشرطة اليونانية. وأضاف أن الأمن سلّمهم إلى عناصر الجيش اليوناني، والذين قاموا بدورهم بمصادرة هواتف وأموال المهاجرين. وأوضح المهاجر الباكستاني أنه اضطر للتوجه إلى أوروبا للعمل فيها، رغبة منه في رعاية أسرته وتأمين لقمة العيش لها. وتابع، “اصطحبني الجنود اليونانيون إلى غرفة وربطوا عيوني بعصابة، بعدها أطفؤوا السجائر في يدي، وضربوني على أقدامي، قبل أن يعيدونا إلى تركيا عبر النهر”. وأشار جاود إلى أنهم مكثوا في اليونان 4 أيام دون طعام ولا شراب، مشيرا إلى أنهم تعرّضوا للضرب كلما طلبوا الطعام من السلطات هناك. بدوره، قال المهاجر المغربي محمد ناينيا، إنه تعرّض للضرب وسط الغابة من قبل الجنود اليونانيين، والذين سلبوا منه مبلغاً مالياً بقيمة 700 يورو، وأجبروه على خلع ملابسه.

مشاركة :