قال محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة أكوا باور إن هناك حاجة إلى خفض تكلفة إنتاج المياه المحلاة بواقع عشرة أضعاف خلال الجيل القادم، وذلك يتطلب العمل لإيجاد سبل لتحسين قيمة مجمل عملية تحلية المياه لتشمل التمويل والبناء والتخزين والتوزيع بوعي بعيدا عن التقنية النمطية والتقليدية المستخدمة حالياً في معالجة المياه. محمد أبونيان جاء ذلك في كلمة ألقاها محمد أبو نيان خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي لمنظمة التحلية العالمية، والمعرض المصاحب، الذي انطلقت فعالياته يوم الإثنين 16 الماضي في مدينة تيانجين بالصين، بمشاركة شخصيات بارزة في صناعة تحلية المياه بالعديد من دول العالم. وشارك في المؤتمر المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء، ووزير البيئة ومصادر المياه السنغافوري ورئيس منظمة التحلية العالمية. والعديد من الشخصيات ذات العلاقة. وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ألقى أبو نيان كلمته التي أشار فيها إلى المشكلة العالمية التي تلوح في الأفق فيما يتعلق بتوفير المياه العذبة لثلث سكان العالم بحلول عام 2050، حيث وببساطة لن يكون متوفر لديهم ما يكفيهم من الإمدادات لدعم بقائهم على قيد الحياة فضلاً عن دعم الرخاء الاقتصادي. كما أشار إلى أن تحلية المياه وكذلك إعادة استخدامها تعدان الوسيلتان للتصدي لهذه المشكلة ومعالجتها، وقد حدد التحديات الرئيسة الثلاثة لضمان أن تكون عملية تحلية المياه وإعادة استخدامها يشكلان التوجه السائد كحلول: القدرة على تحمل التكاليف، وكثافة الطاقة والآثار البيئية. ووفقا لما ذكر الأستاذ أبو نيان، فقد قال إن هناك جوانب رئيسة مهمة فيما يتعلق بالقدرة على تحمل التكاليف التي يجب معالجتها: منها قدرة المزود على فرض السعر الحقيقي للماء، إذ يجب أن يكون هناك واجب صارم والتزام بعدم تبذير الموارد القيّمة، لأنها تبدو وكأنها مجانية، إضافة إلى المرونة في إمكانية توفير مياه الشرب للمناطق التي بحاجة إلى تحلية المياه بصورة موسمية وبشكل متقطع. أما فيما يخص الطاقة، فقد قال أبو نيان: إذا كانت تحلية المياه سوف تخدم ثلث سكان العالم مستقبلاً، فنحن لا يمكننا استخدام كل هذه الطاقة الهائلة بهذه الكثافة في عمليات التحلية دون الاعتماد على الموارد غير المتجددة. ويجب علينا الحد من الاستخدام الهائل للطاقة وانبعاثات الكربون، إضافة إلى تطوير عمليات تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة بشكل أكبر. وأضاف: الطاقة المتجددة ذات أهمية كبرى ولها صلة وثيقة بعمليات تحلية المياه، لأنها سوف تكون تدريجياً الأكثر تنافسية من ناحية التكلفة، وأنها سوف تقدم حلولاً مستدامة حقيقية للمناطق التي تتمتع بأشعة الشمس الوفيرة والمياه التي يمكن تحليتها. وفي معرض حديثه عن البيئة، أشار أبو نيان بالقول إذا كانت تحلية المياه سوف تكون المصدر السائد والرئيس للمياه، فنحن بحاجة إلى إجراء تقليل الأثر السلبي على البيئة، بحيث ينظر إلى المياه المتجددة باعتبارها مدخرات ثمينة وركيزة من دعائم الاقتصاد الأخضر مثل الطاقة المتجددة. واختتم أبو نيان حديثه قائلاً: مع تقدمنا يمكننا أن نفخر بكوننا فاعلين في مساعينا لخدمة الدور الأكثر أهمية لأمن الإنسان، وذلك من خلال توفير المياه لأجل الحياة، والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتجنب الصراعات المحلية والقومية والإقليمية، وأن نقوم بدورنا ونسعى جاهدين لجعل المياه متوفرة بتكلفة معقولة للعالم أجمع، ونقدم أملاً كبيراً للأجيال المستقبلية بإثبات قدرتنا على العمل معا.
مشاركة :