ريم البريكي (أبوظبي) الفشل وإغلاق النشاط هو النهاية المتوقعة لمشروع تجاري اعتمد على تقليد أفكار الآخرين، والانقياد نحو المشاريع الجاهزة بقوالبها، بعيداً عن روح الابتكار، والتطوير، ما صنفه ضمن المشاريع الفاشلة، والتي لا تشكل إضافة حقيقية للاقتصاد المحلي. يسعى العديد من الشباب المواطنين لتحقيق أحلامهم في الثراء عبر مشروع تجاري ما، إلا أنه قد يوقع نفسه في دوامة الخسائر، بدلاً من الربح، بسوء اختياره لمشروع التجاري، باتكاله على تجارب الآخرين، وفتح مشروعات مشابهة للخدمات المقدمة بالسوق، معطلاً أساسيات لابد من وضعها بعين الاعتبار قبل تنفيذه لمشروعه، ومعطلاً لروح الابتكار التي من شأنها تحويل مشروعها من مجرد كمالة عدد بالسوق إلى مشروع حقيقي مثمر ومثرٍ للسوق المال والأعمال بالدولة. وأكدت سناء باجرش مؤسسة مبادرة «تمكّن»، والرئيس التنفيذي لشركة «براند موكسي» ورئيسة تحرير مجلة «تيمبو» المعنية بقضايا المجتمع والإبداع، أن أعداد المشاريع المكررة في السوق المحلي كثيرة، وهي تفتقر إلى الاستراتيجية المتقنة، والتي بدورها تسهم في توجه المشاريع المتواجدة والمطروحة إلى الجادة الصحيحة، مشيرة إلى أن أغلب المشاريع المتواجدة والمتكررة أخطأت فكرتها واعتمدت على تقليد الشائع في المشاريع المطروحة، دون دراسة جدوى لاحتياجات السوق المحلي. وأوضحت أن معظم مشاريع الشباب تقتصر على أنشطة محددة مثل المقاهي، الكوفي شوب، صالونات التجميل، محل العباءات النسائية، محل الملابس، ونجد المقبلين على فتح مشروع تجاري لا يضعون في الاعتبار تكرار المشروع، بل ربما يصل بالبعض المحل رقم 11 في المنطقة ذاتها التي تحوي محالا عدة لها نشاط اقتصادي في نفس المجال. وهنا تتساءل باجرش عن السر وراء عدم خلق إبداع في ابتكارنا للمشاريع التجارية ولماذا لا يقوم المقبل على الأنشطة التجارية بدراسة البيئة المحيطة للمشروع، ودراسة مدى قبولها، ومدى إقبال الناس على المنتج، مبينة أن الإنسان دائماً في عجلة من أمره، ويبحث دوما عن الربح السريع. وبدوره، قال الدكتور جمال السعيدي الخبير الاقتصادي في المشاريع المتوسطة والصغيرة، إن أي مشروع تجاري يحتاج لخطوات لنجاحه أيا كان نوعه وتصنيفه ومدى تكراره، وحضوره بخارطة الاقتصاد، موضحاً أن نسبة المشاريع المتوسطة والصغيرة تمثل أكثر من 80% من اقتصاد الدول، ونحن لدينا العديد من المشاريع المتوسطة والصغيرة الناجحة والناجحة جداً، فسرعان ما تكبر تلك المشاريع وتنهض لتصبح في مصاف الشركات الكبرى. أما ما يفشل منها فتكون لأسباب عدة. فمنها على سبيل المثال عدم عمل الدراسة الاقتصادية للمشروع بالشكل الصحيح والمطلوب للمشروع، والاكتفاء بالجدوى الاقتصادية الجاهزة أو معلومات مغلوطة من الإنترنت. ... المزيد
مشاركة :