يظهر في سماء السعودية والوطن العربي بعد غروب شمس اليوم، الخميس، هلال قمر ربيع الآخر، يزيّن الأفق الغربي لقبة السماء، مع كوكبي المشتري والزهرة، وسويًّا ستنتظم هذه الأجسام الثلاثة في مثلث سماوي مُشاهد بسهولة بالعين المجردة، وهي فرصة مثالية للتصوير.ولفت رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، إلى أن القمر سيكون قد ابتعد عن وهج ضوء شمس الغروب، مقارنة بالليلة الماضية، وأصبح مرتفعًا في السماء، وسواء كان الراصد يستخدم المنظار أو العين المجردة؛ فيمكن ملاحظة أن الجانب غير المضاء من سطح القمر بنور الشمس مُضاء بضوء خافت؛ ذلك الضوء الخافت عبارة عن ضوء الشمس المنعكس عن الأرض والساقط على القمر.وأضاف رئيس الجمعية الفلكية بجدة، سيظهر الزهرة للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية براقة ساطعة أعلى هلال القمر هذه الليلة، ومن خلال التلسكوب يمكن بسهولة رؤية قرص الكوكب؛ حيث يبدو مثل القمر الأحدب في الوقت الحالي؛ إلا أن هذا الكوكب لا يمكن رؤية تضاريس سطحه أبدًا بسبب طبقة الغيوم الكثيفة التي تحيط به على الدوام؛ إلا أنها السبب الرئيسي في إعطائه البريق الخلاب في قبة السماء.وأكد رئيس الجمعية الفلكية بجدة، أن كوكب المشتري سيبدو أيضًا كنقطة بيضاء للراصد بالعين المجردة أسفل هلال القمر، وعند رصد الكوكب من خلال المنظار أو تلسكوب صغير سيشاهد قرص الكوكب وحوله أقماره الأربعة الكبيرة التي تعرف باسم "أقمار غاليلو"، وهي: غانميد، كاليستو، يوروبا، أيوا؛ حيث تظهر كنقاط ضوئية صغيرة.وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة، إنه مع مرور الوقت ستنتقل هذه الأجسام جميعًا نحو الغرب نتيجة دوران الأرض حول محورها؛ ولكن الحركة الحقيقية للقمر هي نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب؛ لذلك في مساء يوم غد الجمعة سيلاحَظ أن القمر قد غيّر موقعه بالنسبة للمشتري والزهرة مبتعدًا عنهما مندفعًا نحو الشرق، وهي حركته الطبيعية في مدارة حول الأرض.ونوه رئيس الجمعية الفلكية بجدة، يعتبر هذا الوقت من الشهر القمري مثاليًّا لرصد الأجسام الخافتة في أعماق الفضاء كالمجرات والسدم والعناقيد النجمية من المواقع خارج المدن؛ نظرًا لأن السماء ستكون مظلمة بعد غروب القمر مبكرًا، والذي عادة يطمس الأضواء الطبيعية في قبة السماء.وتابع رئيس الجمعية الفلكية بجدة، بمراقبة القمر خلال الأسابيع المقبلة ستزداد إضاءة قرصه، وهو في طريقة نحو البدر المكتمل، وسيكون دليلًا لتحديد موقع عدة نجوم براقة.
مشاركة :