ماذا لو فشلت المركبة الفضائية "أبولو 11" في الوصول بسلام إلى سطح القمر منذ خمسين سنة، ذلك الحدث العظيم الذي شكل خطوة كبيرة للإنسانية، بحسب قول نيل أرمسترونغ نفسه؟ كيف كان مصير رائدي الفضاء الأمريكيين نيل أرمسترونغ و بوز ألدرين على سطح القمر لو أن المهمة فشلت والمركبة تحطمت مثلاً؟ ماذا كان الرئيس الأمريكي ليقول عندها؟ في الواقع، بالعودة إلى التاريخ، تمّ آنذاك تحضير خطاب للرئيس، في حال فشلت المهمة. الخطاب لم يقرأ ولم يصوّر (لحسن الحظ!)، ولكنه نشر في العام 1999، احتفالاً بالذكرى الثلاثين لأبولو 11. وكان عنوان الخطاب، "الثاني" لنقل، "في حالة وقوع كارثة القمر". وتمّ تركيبه مع فيديو للرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون (آنذاك) وهو يقرأه عبر مونتاج معقد، يعتمد على تقنية "ديب فايك" أو "deepfake" الحديثة. نرى في الفيديو إعلان نيكسون أن المهمة لم تتكلل بالنجاح. يصور العمل إذا نيكسون قارئاً نصاً حضّره كاتبه الخاص، وليام سافير، ليلقيه الرئيس في حال فشلت "أبولو 11" في الوصول بسلام إلى سطح القمر. المدهش فيما نراه في الفيديو أعلاه درجة الأصالة التي سمحت بها التقنية الجديدة. ومع أن الأمر مجرد مونتاج، ولكن يبدو وكأن الرئيس يقرأ فعلاً خطاب دمار أبولو.تعرف على نص الخطاب: مركز "MIT" الأمريكي للفضاء المتقدم، وفرانشيسكا بانيتا، المديرة الإبداعية للمركز، وهاسلي بوغن، باحث معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تحصلا على الخطاب من الأرشيف الوطني الأمريكي، وكان قد نشر عام 1999 في الذكرى الثلاثين للهبوط على سطح القمر. وبالتعاون مع شركة "Respeecher" الأوكرانية، استخدم الفريق ممثلاً صوتياً لتقليد صوت ريتشارد نيكسون، وأضافوا عليها تقنية استبدال الحوار في الفيديو، الخاصة بشركة "Canny AI" الإسرائيلية، التي تكفلت بمعالجة شفاه ووجه نيكسون لتركيب "خطاب الكارثة" وهلاك طاقم المركبة الفضائية "أبولو 11"، كما لو كان حقيقياً. كما تم إضفاء ديكور يعود لفترة الستينيات، لكي لا يشك المشاهد أبدا في مصداقية خطاب نيكسون المزيف. وعن دوافع الفكرة قالت بانيتا لـ "يورونيوز": "لم نرغب في إعادة حدث غريب أو كوميدي أو سياسي ، لقد أردنا أن نوسع من إدراك الناس لكيفية استخدام "ديب فايك". "لقد استعملنا أهم الأحداث التاريخية المذهلة، في بعض النواحي، نعم، إنه خيال ، لكنه أيضاً شيء يمكن أن يحدث بالفعل". عن التركيب الفني قالت بانيتا "لا نريد مطلقاً أن نضلل الناس بمعلومات مزيفة، بل على العكس، لقد تحدثنا إلى الكثير من الخبراء في جامعة هارفارد، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة جنوب كاليفورنيا، حول طرق مختلفة لمحاربة تقنيات "ديب فايك"". للتذكير فقط، تقنية "الديب فيك" استخدمت لأغراض كاذبة أحياناً، كتوظيفها في العالم السياسي، ولكن أيضاً في عالم الإباحية (البورنو) حيث تم تركيب صور لشخصيات مشهورة على أجساد ممثلين أو ممثلات يعملن في صناعة البورنو. وتضيف بانيتا "لقد استنتجنا أن التوعية بمخاطر "ديب فايك"، لا تقتصر على الجانب التكنولوجي فحسب، إنه مشروع توعوي شامل يجب أن تنخرط فيه وسائل الإعلام لترشيد الناس حول مخاطر "ديب فايك" وقدراته الهائلة على تزييف الحقائق ومغالطة الناس". وتختتم كلامها قائلة "لقد حاولنا القيام به بشكل خلاق وأيضًا بعناية فائقة". يذكر أيضا أن مركز "فيوتشر أدفوكايز" "Future Advocacy" الإنجليزي أصدر فيديو مفبرك بيتقنية "ديب فايك" يظهر المرشحين في الانتخابات البريطانية بوريس جونسون، وجيريمي كوربن يدعم كل منهما الآخر، بهدف تنبيه الناخبين من خطورة الفيديوهات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي.للمزيد على يورونيوز:على عكس فيسبوك..انستغرام يحارب المحتوى المزيف من خلال إطلاق خاصية جديدة"الحسابات المزيفة" تثير غضب المستخدمين من فيسبوكنشر أول خبر صحفي مكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي
مشاركة :