ألقى الجيش اللبناني القبض، أمس، على أحد قياديي تنظيم داعش في بلدة اللبوة في منطقة البقاع شمال شرقي البلاد، فيما لا يزال السجال السياسي محتدماً بين فريقي 8 و14 مارس/ آذار على خلفية حكم المحكمة العسكرية الدائمة في حق الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، وملفات التعيينات الأمنية الخلافية، في وقت بقيت الأنظار مسلطة على التطورات في منطقة القلمون، عند الحدود الشمالية - الشرقية مع سوريا، حيث واصل الجيش السوري وحزب الله تقدمهما، محكمين سيطرتهما على سلسلة المرتفعات، حتى حدود جرود بلدة عرسال في البقاع الشمالي. وألقى الجيش اللبناني على أحد حواجزه في عرسال القبض على عنصر من داعش كان يحاول الهروب من عرسال إلى الشمال اللبناني. ووفقاً للمعلومات، فان هذا الموقوف هو عبدالرحمن البزرباشي الذي تبين أن داعش قد هدده بالذبح فقرر الهروب من جرود عرسال باتجاه طرابلس. ولفت إلى أن البزرباشي صور عمليتي ذبح الشهيدين عباس مدلج وعلي السيد وهو من إعلاميي داعش في جرود عرسال. وواصل الجيش إجراءاته المشددة عند مدخل بلدة عرسال وفي نقاط تمركزه في جرود. داهمت دورية من الجيش اللبناني مساء الجمعة تجمعات النازحين السوريين في مدينة زغرتا وبلدتي مرياطة وإرده في قضائها، حيث تم توقيف 35 شخصاً لدخولهم الأراضي اللبنانية خلسة، وتجولهم في صورة غير قانونية. وأمس، كانت التطورات في المنطقة محور لقاء بين رئيس الحكومة تمام سلام وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأمريكي لويد اوستن. من جهة أخرى، بات هناك تخوف لبناني من رفع السقوف الداخلية بشكل يتحول معه أطراف السجال أسرى اللارجوع عنه، مع انسداد في أفق المرونة السياسية في التعامل مع هذا المناخ الخلافي الذي قد ينعكس على حكومة الرئيس تمام سلام. ويبدو ان العاصفة السياسية التي هبت من بوابة المحكمة العسكرية، ووجهت بمساعي واتصالات بعيدة عن الاضواء لتهدئتها، فعاد الهدؤ النسبي وخصوصاً إلى ساحة 14 مارس/ آذار. وأمس، ناشد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني سمير مقبل الجميع إبعاد السياسة عن القضاء وعدم زجه في زواريبها، معتبراً أن القضاء سلطة مستقلة وهناك أساليب قانونية لمراجعة الأحكام تلتزم بها المحكمة عند تمييز الحكم وليس مقبولاً على الإطلاق التهديد أو التشهير بالقضاة والقضاء، مؤكداً أن الحملة على المحكمة العسكرية في هذا الوقت بالذات ترتد سلباً على الأوضاع الأمنية لجهة ملاحقة الخلايا الإرهابية واستمرارية التحقيقات والاعترافات التي أحبطت الكثير من المخططات الخبيثة المبيتة لهذا البلد. في غضون ذلك، يبقى الاستحقاق الرئاسي، محور المتابعة والاهتمام، إذ إنه بعد أسبوع تماماً يدخل الشغور في القصر الجمهوري في بعبدا، عامه الأول من دون أن تلوح في الأفق، أي حلول أو مبادرات لإنجاز هذا الاستحقاق.
مشاركة :